توصلت روسيا وإسرائيل إلى اتفاق مبدئي بتحجيم دور إيران وإخراج قواتها من سوريا وسط خلاف على التوقيت.
الاتفاق المبدئي جاء خلال زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي، افيغدور ليبرمان، إلى موسكو، أمس، وإجرائه محادثات مع نظيره الروسي، سيرغي شويغو.
المحادثات استمرت لساعة ونصف في وزارة الدفاع الروسية، بحسب القناة العاشرة الإسرائيلية، وتركزت على إخراج إيران وقواتها من سوريا.
ولم يفصح الطرفان عن نتائج المحادثات وسط تكتم منهما، لكن صحيفة “يديعوت أحرنوت” أشارت إلى خلاف حول توقيت خروج إيران.
الصحيفة أفادت أن الطرفين اتفقا على خروج إيران من سوريا، لكن روسيا ترى أن مسألة الخروج تحتاج إلى وقت وترتيبات، وتقترح طردًا جزئيًا من الجنوب فقط.
في حين يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على خروج إيران وميليشياتها من سوريا بشكل فوري.
وأجرى نتنياهو اتصالًا مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، أطلعه على آخر المعلومات الاستخباراتية عن التموضع العسكري الإيراني في سوريا، بحسب الصحيفة.
وعقب ذلك علق ليبرمان على نتائج المباحثات، عبر حسابه في “تويتر”، بالقول إن “الدولة الإسرائيلية تقدر تفهم روسيا لاحتياجات إسرائيل الأمنية، وخاصة فيما يتعلق بالوضع على حدودنا الشمالية”.
وأضاف “سنواصل الحوار مع روسيا حول جميع القضايا ذات الصلة”.
صحيفة “الشرق الأوسط” نقلت عن مصدر روسي بأن التفاهم الروسي- الإسرائيلي ينص على انسحاب إيران 20 كيلومترًا عن المنطقة الحدودية.
وقال المصدر إن المشكلة بين الطرفين تكمن في الوجود الإيراني في العمق السوري وليس في مسافة 20 كيلومترًا.
وأضاف أن تل أبيب وضعت مطلبًا أمام روسيا هو انسحاب إيران إلى مسافة 60 إلى 70 كيلومترًا بشكل تدريجي، في منطقة تمتد من مجدل شمس إلى ما بعد دمشق بقليل، ومن جهة الجنوب من الحدود المشتركة مع الأردن إلى السويداء تقريبًا.
كما منحت روسيا الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ عمليات عسكرية محدودة في سوريا بحال تعرض أمنها للخطر، بشرط ألا يؤثر ذلك على قدرات النظام السوري أو استهداف مواقع النظام.
ويبحث الطرفان، بحسب الصحيفة، خيارات إعادة نشر قوات فصل أممية على المنطقة الحدودية، في حين ينص أحد الخيارات المطروحة على انتشار قوات الشرطة الروسية على الجانب السوري.
ويأتي ذلك بالتزامن مع تصاعد التوتر في منطقة الجنوب، وتزايد تهديدات النظام السوري بشن عملية عسكرية ضد فصائل المعارضة في المنطقة.
ولا تعارض تل أبيب إعادة بسط الأسد سيطرته على المنطقة الجنوبية، مقابل انسحاب إيران من المنطقة.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قال إن قوات الحكومة السورية هي من يجب أن توجد على الحدود الجنوبية، في رسالة إلى إيران بضرورة الانسحاب.
ولم يصدر أي رد رسمي من قبل إيران حول التفاهمات الإسرائيلية- الروسية، حتى الآن، في حين أشارت مصادر لعنب بلدي أن قواتها بدأت بالانسحاب من جنوبي سوريا تزامنًا مع وصول “قوات الغيث” من الفرقة الرابعة في القنيطرة لشن عملية عسكرية ضد فصائل المعارضة في المنطقة.
–