هنا الحلبي – عنب بلدي
أفادت دراسة لمؤسسة “يتيم” الخيرية بأن عدد الأيتام يقدر، كآخر إحصائية، في محافظة حلب بـ 45 ألف، لم يتم كفالة إلا 4 آلاف منهم، وفي حين باتت ظاهرة تواجد الأطفال عند أكوام النفايات اعتيادية في أحياء حلب، يتضخم عدد هؤلاء الأيتام بشكل كبير.
وقال عمار طاووز، نائب رئيس مجلس الأمناء في جمعية غراس، لعنب بلدي، إن هناك حوالي 10 جمعيات في محافظة حلب تعمل على برنامج كفالة اليتيم، منها جمعية غراس ومسرات وفسحة أمل والسلام و IHH وغيرها.
وتنظم هذه الجمعيات العمل فيما بينها بشكل دوري، حتى انبثق عنها لجنة مهمتها تقديم الخدمات للأيتام بشكل خاص، وحدد مبلغ كفالة اليتيم الواحد بـ 50 دولارًا شهريًا، بعد مقاطعة البيانات والقوائم المسجلة لدى هذه الجمعيات، لتلافي تكرار الدعم لبعض العائلات على حساب عائلات أخرى.
ويزيد عدد الأيتام، طفلًا كل ساعتين ونصف، في حين تغطي الكفالة 10% فقط، ويعود العجز وفق طاووز لعدة أسباب أبرزها “شح الدعم، تضخم أعداد الأيتام، استمرار القصف والحرب، عدم قدرة تواصل الكافل مع اليتيم بشكل مباشر”.
ويبقى العائق الأكبر هو تخوف الجهات والمنظمات الكبيرة من الدعم النقدي للأيتام، خشية تحولها لدعم السلاح، لذلك تمنع العديد من الجهات إرسال الأموال للداخل، خصوصًا وأنها لا تستطيع إرسال مندوبين عنها لانعدام الأمن.
ويضيف طاووز إن الكثير من الجمعيات الخيرية التفتت إلى الأمور التنموية والتعليم، أو الدورات التربوية التي صارت تستقطب جزءًا كبيرًا من أموال الإغاثة.
ومن المشاكل التي تواجه الكفالة أيضًا، “سوء توزيع الدعم سواء على مستوى سوريا أو على مستوى مدينة حلب نفسها، فمثلًا قد يصل مدينة حماة قدرًا من المعونات يوازي ما يصل مدينة حلب، مع العلم أن التعداد السكاني في مدينة حلب يمثل 24% من تعداد سكان سوريا… ربما يعود هذا إلى قلة المهنية وضعف الإعلام الثوري، وقد تكون هناك أهداف سياسية تقف وراء هذا” بحسب طاووز.
كما أن هناك أحياء لا تصلها الإغاثة بسبب قلة الناشطين فيها، أو لوقوعها على خطوط التماس، لذلك، تهدف الجمعيات إلى استهداف العائلات التي لا تصلها أي معونات، في حين تسعى إلى تطوير عملها ليصل إلى بناء شخصية الطفل والعمل عليها تربويًا وفكريًا، لذا تشترط الجمعيات بالدرجة الأولى متابعة الطفل دوامه في المدرسة، وإلا فتهدد بقطع الدعم عنه.
وقد أنشأت اللجنة المنبثقة عن الجمعيات أيضًا أندية ترفيهية للطفل يمارس فيها اللعب والرسم والكاراتيه والتعليم على الكمبيوتر وغيرها من النشاطات، كما بدأت بإصدار مجلة ثقافية منوعة شهريًا، وبدأ “الأطفال ينتظرونها بداية الشهر بفارغ الصبر” كما يقول طاووز.
بات مألوفًا اليوم ظاهرة الأطفال الذين يتجولون حول حاويات القمامة وأكوام النفايات في أحياء حلب المحررة، باحثين عما يسدّ رمقهم، وسط غياب المعيل والكفالة، ما يجعل ناشطي المدينة يتخوفون من نشأة هؤلاء الأطفال ومستقبلهم، وسط غياب أبسط حقوقهم.