د. أكرم خولاني
مع قدوم فصل الشتاء وانتشار الإنتانات التنفسية، وعلى رأسها الانفلونزا والزكام، فإن ارتفاع الحرارة (الحمى) يصبح كثير المشاهدة عند الأطفال، وارتفاع الحرارة ليس مرضًا بحد ذاته وإنما هو عَرَض يشير إلى وجود مرض ما في الجسم، (زكام، التهاب لوزات، التهاب أذن وسطى، التهاب الأمعاء …)، كما أنه قد يحدث عند بزوغ الأسنان أو بعد إعطاء بعض اللقاحات. ولذلك يجب أن يكون الأهل على اطلاع على أساليب تخفيض الحرارة، ولكن قبل ذلك لا بد من التذكير بعلامات ارتفاع الحرارة والحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب.
كيف نعرف أن الطفل لديه ارتفاع حرارة؟
عند ارتفاع درجة حرارة الطفل تظهر عليه بعض الأعراض: تورد الخدين، وسن ونعاس ولامبالاة، صداع، رعشة في الجسم، نقص شهية، تسرع بدقات القلب، وعند وضع اليد على جبهة الطفل (وليس على وجهه) يلاحظ سخونة أكثر من المعتاد، وعندها يجب قياس الحرارة بميزان الحرارة للتأكد من وجود ارتفاع فيها.
كيف تقاس حرارة جسم الطفل بشكل صحيح؟
يمكن قياس درجة الحرارة بشكل دقيق من عدة أماكن في الجسم: الشرج، الأذن، الفم، تحت الإبط. ويشخص ارتفاع الحرارة بحسب مكان القياس.
- قياس الحرارة الشرجي (المستقيمي): هو الأدق عند الرضع والأطفال حتى عمر 6 سنوات، يدخل رأس الميزان في فتحة الشرج ويترك مدة 3 دقائق، ودرجة الحرارة الطبيعية فيه 38 مئوية.
- قياس الحرارة الأذني (الطبلي): ميزان خاص يستخدم عند الرضع بعد عمر 3 أشهر، ودرجة الحرارة الطبيعية فيه 37.8 مئوية.
- قياس الحرارة الفموي: يستخدم عند الأطفال بعد عمر 3 سنوات، ويترك تحت اللسان مدة 3-5 دقائق، ودرجة الحرارة الطبيعية فيه 37.5 مئوية.
- قياس الحرارة الإبطي: هو الأقل دقة، يوضع الميزان تحت الإبط مع تقريب الساعد على الصدر ويترك مدة 10 دقائق، ودرجة الحرارة الطبيعية فيه 37 مئوية.
كيف يمكن تخفيض حرارة الطفل المرتفعة؟
إذا كانت حالة الطفل جيدة وتجاوبه طبيعيًا فيمكن الانتظار 2-3 أيام دون مراجعة الطبيب فقد تزول هذه السخونة تلقائيًا، وهناك بعض الطرق التي يمكن اتباعها لتخفيض الحرارة:
- إذا كان الطفل يرتجف يجب إبقاؤه دافئًا حتى زوال الرجفة.
- إذا كان لا يرتجف فيجب تخفيف الأغطية والملابس وإبقاؤه بالملابس الداخلية الخفيفة.
- يجب الحفاظ على حرارة معتدلة للغرفة وتهويتها بشكل جيد حتى لو كان الجو باردًا.
- يجب تشجيع الطفل على شرب السوائل خاصة الباردة منها سواء في الصيف أو الشتاء.
- في حال استمرت الحمى يمكن تحميم الطفل بماء فاتر، وليس حارًا، مع تجنب الماء البارد لأنه يسبب انخفاض حرارته بشكل مفاجئ ما قد يسبب أضرارًا كبيرة.
- ويمكن وضع كمادات مبللة بالماء وبعض الخل على جبهة الطفل، وكذلك على اليدين والقدمين، ويمكن دهن بطن الطفل بالخل.
إذا بقيت الحرارة أكثر من 38.5 درجة مئوية فيجب إعطاء دواء الباراسيتامول الخاص بالأطفال، مع الانتباه إلى الجرعة المناسبة وترك فاصل زمني مناسب بين الجرعات، علما أنه يحتاج مرور نصف ساعة على الأقل كي تبدأ فعاليته.
ما الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب؟
- إذا زادت مدة الإصابة بالحمى عن 24 ساعة والطفل بعمر أقل من سنتين، أو زادت عن 72 ساعة عند الأطفال بعمر أكبر من سنتين.
- في حال عدم التمكن من تخفيض درجة حرارة الطفل وبقيت درجة الحرارة الشرجية: أكثر من 37.8 مئوية والرضيع بعمر أقل من 3 أشهر، أو أكثر من 38.3 مئوية والرضيع بعمر 3-6 أشهر، أو أكثر من 39.4 مئوية والرضيع بعمر أكبر من 6 أشهر.
- في حال ملاحظة بعض التغيرات في سلوك الطفل: البكاء على نحو لا يمكن تهدئته، سرعة الانفعال، الأرق، خمول وهدوء غير معتاد، أصبح يسمع أو يرى أشياء غير موجودة، الإعياء الشديد.
- في حال ظهور بعض الأعراض على الطفل: ألم بالحلق، ألم بالأذن، اضطراب تنفس، طفح جلدي، ألم بطني، إقياء متكرر، إسهال، تجفاف.
ما الحالات التي تستدعي زيارة قسم الإسعاف في المشفى؟
- الطفل يبكي بشكل متواصل لساعات أو متوتر جدًا أو خامل جدًا أو هناك صعوبة بإيقاظه.
- صعوبة بالتنفس مع ازرقاق الشفاه والأظافر.
- إصابة الطفل بنوبة رعشة في الأطراف لا يمكن السيطرة عليها (اختلاج).
- صعوبة بتحريك الطفل لعنقه وعدم قدرته لمس صدره بذقنه (صلابة نقرة).