عنب بلدي – العدد 145 – الأحد 30/11/2014
الاجتهاد مطلوب
قالت لي: لقد وصلت إلى تفسير جديد في فهم معنى الآية الأولى من سورة (يس). قلت: تبارك الله هات علمينا. قالت: لا يمكن، أخبرني أنت أولًا عن تفسير معناها بحكم دراستك وتخصصك. قلت: لماذا؟ ما المانع؟ لم لا تخبرينا بما وصلت إليه؟ قالت: أنا غير متخصصة في القرآن وأخشى أن أسيء الفهم، ثم إن المشايخ لا يرحمون من يحاول تفسير القرآن، وربما يقولون عنّي فاسقة. قلت: عندما تفتحين القرآن وتقرئين خطاباته (يا أيها الناس، يا أيها الذين آمنوا، يا أهل الكتاب) هل وجدت أنه وضع واسطة بين ندائه لك وبين المنادي (الله). قالت: لا. قلت: هل من الممكن أن ينادينا الله ويخاطبنا بما لا نستطيع فهمه بشكل مباشر على صعيد الفرد على أقل تقدير؟ قالت: حاشاه. قلت: إذًا تحرري من قيود التراث التي أرساها الزمن ورفعها معظم رجال الدين إلى مرتبة التقديس لضمان سلطتهم الدينية تارة باسم الأحوَط، وتارة باسم الحفاظ على الدين. اقرئي وفسري واجتهدي ودعك من قيود ترهات التخصص، فربّ حامل علم إلى من هو أعلم منه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، تحرّي صدق النية فيما تفعلين وأغلقي أذنيك عن ضوضاء الخائفين. {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (سورة البقرة، 186).
مقاصد الدين
الحدّ الفقهي الذي يخالف مقصد حفظ النفس الذي جاء الدين لتحقيقه يجب إعادة فهمه بطريقة صحيحة. لا يمكن لدين صحيح أن يجعل عقوبة سلب النفس مقابل قضاء شهوة. حدّ الرجم لم يثبت في نص القرآن وإن تحدثت عنه بعض الأحاديث الظنية الثبوت إلا أنه في الأصول لا يصح الاستدلال بدليل ظني على مسألة حكم كلية تمس عموم البشر {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (سورة الحج، 46).