“تحرير الشام” تنقلب على مواقفها: علاقتنا مع تركيا مستمرة ومتوازنة
اعتبرت “هيئة تحرير الشام” أن علاقتها مع تركيا مستمرة ومتوازنة بما يحقق الأمن والاستقرار في الشمال السوري، وخاصة محافظة إدلب.
وقال مسؤول إدارة الشؤون السياسية في “الهيئة”، يوسف الهجر اليوم، الأحد 27 من أيار، إن “الروابط التاريخية المشتركة بين الشعبين المسلمين التركي والسوري لها امتداد عميق بعمق التاريخ نفسه”.
وأضاف في حوار مع موقع “الجزيرة نت” أن أبرز تجليات الروابط المشتركة ما حصل خلال سنوات الثورة السورية، إذ شكلت تركيا عمقًا حقيقيًا لها، رغم تبدل مواقفها السياسية، عدا عن احتضانها لملايين اللاجئين السوريين وصون كرامتهم.
ويعتبر الموقف الحالي لـ “تحرير الشام” مختلفًا بشكل جذري عن المسار الذي اتخذته على مدار السنوات الماضية من عملها العسكري في الشمال.
وكانت “الهيئة” هاجمت تركيا وفصائل “الجيش الحر” في خطب صلاة الجمعة بمساجد مدينة إدلب وريفها، أيار العام الماضي.
ووصفت الخطب حينها الفصائل بـ “العلمانية” التي تريد تسليم “بلاد الشام” للنظام والتآمر معه.
وجاء في تسجيل صوتي للخطبة حصلت عليه عنب بلدي آنذاك أن “الدولة التركية العلمانية”، وفصائل “الجيش الحر” في غرفة عمليات “درع الفرات”، وفصائل أستانة بمثابة “قوات سوريا الديمقراطية” والتحالف “الدولي الصليبي”.
لكن بحسب تصريحات الهجر الجديدة، يطابق موقف “تحرير الشام” من نقاط المراقبة التركية موقف الثورة السورية منها لتحقيق مصالح عليا.
وقال “نحن من أسهم بإدخالها وتثبيتها، وقد أفشلنا أصحاب الثورة المضادة الذين أرادوا أن يحصل اصطدام بين الثورة وحليفتها حين وضعوا الجانب التركي أمام اتفاق دولي يفضي لوضعهم نقاط مراقبة”.
وكون الهيئة الفصيل الأكبر في الساحة السورية، أوضح المسؤول “كان عليها أن تكون هي المعنية بالأمر، فبعد المشاورات الشورية والشرعية وأصحاب الرأي والحكمة، اتخذنا هذا القرار، واستطعنا الحفاظ على خيارنا الثوري، إضافة إلى تقوية الحليف التركي”.
ونقاط المراقبة هي من بنود اتفاق أستانة، الذي رعته تركيا وروسيا وإيران، والتي هاجمت “تحرير الشام” بسببه عددًا من الفصائل والقياديين في المنطقة.
وتناقض الخطاب العسكري والسياسي لـ “تحرير الشام” في السنوات السابقة، وبينما أكد الأول على رفض التدخل التركي في إدلب، مهد الآخر لضرورة التقرب منه باعتباره نقطة إيجابية في صالحها.
وتصف تركيا “جبهة فتح الشام”، التي انضوت ضمن “هيئة تحرير الشام”، حين تشكيلها في 28 من كانون الثاني 2017، بأنها “منظمة إرهابية”.
وفي ختام حواره مع الموقع قال الهجر إن “الهيئة” لن تسمح بتكرار سيناريو الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي في الشمال السوري “المحرر”، و”سنبذل دون ذلك الدماء والأرواح”، بحسب تعبيره.
ولا تزال الهيئة تحتفظ بقوتها المركزية المتمثلة بـ “جيش النصرة”، والذي كان رأس حربة في معاركها الأخيرة ضد فصائل كـ “حركة أحرار الشام”.
ووفق محللين فإن “تحرير الشام” لم تنجح في تغيير المعادلة في الشمال السوري، كما كانت غايتها حين تشكيلها، بل زادت الواقع تعقيدًا في تلك المنطقة.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :