مراحل عمل شاقة تباع بـ "دولار"
لا يزال في إدلب مكان لمكانس القش
إدلب – يوسف غريبي
لا تزال مدينة إدلب تحافظ على مهنة صناعة مكانس القش، وهي من أقدم المهن التي توارثها الأبناء عن آبائهم وأجدادهم، وقد أعادتها سنوات الحرب الأخيرة إلى التداول في الأسواق، خاصة في الأحياء السكنية القديمة.
زهير حربا، صاحب ورشة عمل يدوية لهذه الصناعة في مدينة إدلب، قال لعنب بلدي إنه يحصل حاليًا على القش الخام من منطقة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، بعد صعوبات كثيرة واجهها في النقل من العاصمة دمشق التي كانت المصدر الرئيسي قبل عشر سنوات.
وأوضح حربا أن صناعة مكنسة القش تمر بعدة مراحل، أولها جلب “بوع القش”، وهو مصطلح خاص بالمهنة يعني مجموعة كبيرة منه، يقدر وزنها بخمسة كيلو غرامات، ثم تبدأ عملية الانتقاء لاختيار القش الجيد والقوي منه، يليها قصه وتسويته ووضعه في مستودعات صغيرة لتبخيره، وفي هذه العملية يكتسب القش لونًا جماليًا ويتخلص من التعفن.
وتأتي بعد ذلك مراحل تقسيم “المشباط” والجمع والخياطة، لتنتج مكنسة وزنها نحو نصف كيلو غرام.
واعتبر حربا أن هذه المهنة تراثية يدوية يقدر عمرها بمئتي عام، ورثها عن أبيه وقبلها أجداده، وتنتشر بشكل كبير في السوق القديمة في مدينة إدلب.
وأدى تطور صناعات المكانس البلاستيكية، التي ملأت الأسواق عمومًا، إلى تراجع مهنة المكانس، بحسب حربا، الذي أشار إلى أن تصدير البضائع تراجع بفعل الأزمة السورية، ما عدا بعض الطلبات التي ما زالت تأتي من لبنان أو دول الخليج، في حين كانت دولة العراق بشكل خاص المستورد الرئيسي لها.
أبو ماهر، وهو أحد العاملين في المهنة، قال لعنب بلدي إن عمله فيها نتج عن هواية اكتسبها من عائلته، وحاول في كثير من الأحيان تركها والعمل في السوق الحرة، لكنه لم يستطع، متعهدًا بالاستمرار فيها وتعليمها لأبنائه من بعده.
وعن سعر المكنسة الواحدة، قدره أبو ماهر بأنه لا يتجاوز 500 ليرة سورية (دولار واحد)، ويعمل على تسويقها حاليًا في مدن وبلدات محافظة إدلب فقط، بسبب الوضع في سوريا، معتبرًا أن المواطنين ما زالوا يستعملونها ولا غنى عنها.
أما أشهر العائلات التي تعمل بها في سوق مخصص لهذا النوع من الصناعات فهي خشوف، حربا، خشان، حايك، وزيداني.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :