توجه في درعا لاعتماد الطاقة الشمسية بدل المولدات
عنب بلدي – درعا
يعتبر انقطاع التيار الكهربائي واحدة من أبرز الأزمات التي تعترض الأهالي في محافظة درعا جنوبي سوريا، لذا عمد كثيرون إلى اتخاذ بدائل سعيًا لتخفيف أعباء الحياة التي تشتد يومًا بعد يوم.
انتشرت خلايا الطاقة الشمسية في كثير من البيوت بمحافظة درعا، جنوبي سوريا، بعد انقطاع التيار الكهربائي لسنين.
وتوفر الطاقة الكهربائية المستمدة من ألواح الطاقة معظم الاحتياجات اليومية للسكان، لا سيما الإنارة وتسخين المياه وغسيل الملابس ومتابعة التلفاز وغيرها من المهام التي كانت الكهرباء تتولاها.
وعزف الكثير من الأهالي عن استخدام المحروقات في توليد الطاقة الكهربائية عن طريق المولدات لارتفاع أسعار المازوت (الديزل) والبنزين وتذبذب أسعارها ما بين ارتفاع وهبوط.
وتحتاج العائلة الواحدة إلى ما يقارب 48 ألف ليرة سورية بشكل شهري إذا ما تم توليد الطاقة عن طريق مولدات الديزل، بمتوسط سعر الليتر الواحد 400 ليرة سورية، واستهلاك ثمانية ليترات بشكل يومي.
ويروي أحمد عبيد، أحد مهجري ريف دمشق في درعا، والذي يقيم في خيمة بعيدة عن خدمات الكهرباء، لعنب بلدي، تجربته في الاستفادة من خلية واحدة لتوليد الطاقة الكهربائية وبطارية.
وتوفر الخلية الواحدة لعبيد إنارة ليلية بشكل كامل لخيمته، إضافةً إلى تشغيل شاشة صغيرة يتابع من خلالها أخبار العالم، بحسب قوله.
ويبلغ ثمن خلية الطاقة الشمسية الواحدة 20 ألف ليرة بقدرة ستة أمبير ساعي، فيما يبلغ ثمن الخلية بقدرة تسعة أمبير ساعي 30 ألفًا، وترتفع أسعارها مع ارتفاع قدرة اللوح الواحد على التوليد.
لكن الفارق هنا أن المستخدم أمام دفع تكاليف الطاقة مرة واحدة لمدة زمنية طويلة، على عكس ما هو الحال في التوليد عبر المولدات التي تعمل بالمحروقات.
مشاريع عديدة قوامها الطاقة الشمسية
لم يقتصر استخدام الطاقة الشمسية على المنازل فقط، وإنما شمل مشاريع حيوية كمشاريع ضخ مياه الشرب والآبار العامة والمشافي.
وكان مشروع ضخ مياه الشرب مطلبًا ملحًا للأهالي، لذلك كان أولوية للمجلس المحلي في عين الساخنة، سعيًا لتخفيف معاناة الأهالي في تأمين مياه الشرب وخاصةً مع انقطاع التيار الكهربائي بحسب ما قال مدير المشروع أمجد عيشات لعنب بلدي.
وأضاف عيشات أن المشروع تم عبر تشغيل مضختين استطاعة كل منها 65 حصانًا، وتشغيل منتظم لجهاز حقن الكلور عبر الطاقة الشمسية، ما خفف الأعباء المالية عن كاهل المجلس المحلي من خلال الاستغناء عن المحروقات في تشغيل المولدات.
في الوقت ذاته يخدم مشروع مياه بلدة تل شهاب وضواحيها 20 ألف نسمة من الأهالي ويغطي 70% من حاجة السكان للمياه، بحسب ما صرح مدير شبكة مياه تل شهاب نضال الحشيش.
وقال الحشيش إن المشروع استهدف مضختين من أصل أربع مضخات، مطالبًا المنظمات المعنية بإكمال المشروع ليصل تخديم المياه إلى كامل السكان بالمنطقة.
وللطاقة البديلة دور رائد في تشغيل معدات المشافي التي تحتاج بشكل دائم للكهرباء، ونفذت في هذا الإطار عدة مشاريع في كل من مشفى تل شهاب وطفس ونوى.
ويوفر استخدام الطاقة الشمسية على المزراع مبالغ طائلة يدفعها الفلاحون يوميًا في تأمين المياه لمزروعاتهم.
وقال محمد صبيح، وهو مزارع من قرية خربة قيس، إنه يروي مزروعاته بالطاقة الشمسية موفرًا بذلك ما يقارب 30 ألف ليرة سوريا يوميًا.
انقطاع التيار الكهربائي في درعا
مع خروج معظم المحافظة عن سيطرة قوات الأسد، قطعت كل الموارد الأساسية عنها، ولكن ما لبث النظام أن شغل محطتي الشيخ مسكين والأشعري لاستجرار مياه الشرب من ينابيع منطقة الأشعري، مجبرًا على مقايضة الكهرباء ليومين بيومين من ضخ مياه الشرب.
لكن محطة الشيخ مسكين توقفت عن الخدمة وتوقف الإمداد بـ “خط “66، وسرعان ما بدأ النظام بالمطالبة بجباية فواتير الكهرباء التي كانت “مرتفعة الثمن” بالنسبة للأهالي.
وقطع النظام الكهرباء عن محطة الأشعري بعد أن اعتدى مزارعون على خط “كهرباء 66”.
في غضون ذلك لم تتجاوز ساعات تشغيل الكهرباء الساعتين في يوم واحد وتنقطع يومين متتالين، ويذهب القسم الأكبر منها لتشغيل الآبار الخاصة.
وبالتالي اضطر ذلك الأهالي إلى صرف النظر عنها والاعتماد على بدائل، لا سيما الخلايا الشمسية التي شكلت ملجأً لحوالي 80% من الأهالي وما يقارب 20% من مزارعي المحافظة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :