أنزور يوثق جرائم حافظ الأسد

  • 2018/05/27
  • 1:30 ص
خطيب بدلة

خطيب بدلة

خطيب بدلة

بحسب “عنب بلدي”، فإن المخرج نجدة أنزور انتهى من تصوير فيلم وثائقي عن شخصية حافظ الأسد.. يا للهول، على قولة يوسف بيك وهبي، يا للهول؛ قائد كبير، ومخرج كبير، وفيلم عالمي.. أي شو هـ الأبهة هاي؟!

الأنزور يصرح، بالفم المليان، بأنه قد صُرفت على الفيلم مبالغ مالية كبيرة منذ 2014 حتى الآن. ليش هَـ البذخ يا عين عمك؟ ولاك، أنزور، كيف ترضى على حالك أن تصرف كل هذه المبالغ على شقفة فيلم وثائقي، وأنت تعلم أن الدولة السورية كسرت يدها وربطتها وخرجتْ تشحد عليها من الدول وتقول لهم: إعمار يا محسنين إعمار؟! ألستَ عضوَ مجلس التصفيق والدبكة المسؤول عن الأمن المعيشي لهذا الشعب المسحوق؟

يرد الأنزور، حرفيًا: لا نستطيع أن نقدمَ، عن القائد المؤسس حافظ الأسد، عملًا بإمكانات بسيطة، لأنه سيكون، حينئذ، عملًا بلا قيمة.

أتذكر، الآن، ذلك اليومَ البعيد من سنة 1994، حينما جاء المخرج نجدة أنزور من الأردن الشقيق، متخليًا عن إخراج الإعلانات التجارية التي تدر على مخرجها (دَهَبْ أحمر)، إلى دمشق الفيحاء، بهيصة وزنبريطة، وطبل وزمر وقفة تمر، والمنادي ينادي، كما في أعراس أولاد الأغوات: لا حدا يقوا (أكشن) ولا حدا يشَغّلْ تلفزيون، ولا حدا يتفرج، إلا على مسلسل نجدة أنزور “نهاية رجل شجاع” المأخوذ عن رواية للكاتب الكبير حنا مينه، بتوقيع المنتج “باسم بن عبد الحليم خدام” شخصيًا!

“نجدة أنزور” كُتِبَ بالتاء المربوطة.. يا عزة الله! ولاك، مين هذا الإمبريالي المتصهين المُتَرَبِّي في دوائر الغرب الاستعمارية المتعاضدة مع الرجعية العربية وجماعة البترودولار، الذي أغلق التاء على آل أنزور؟ كأن الله سبحانه وتعالى مطلمس على قلوبكم، ومكلبش أياديكم، فما عدتم تعرفون أن اسم (نجدت) يكتب بالتاء المبسوطة وليس المربوطة. ثم، يا تَوَافه، يا سخفاء، ليش ما كتبتوا اسم والده “إسماعيل أنزور” في المنتصف؟ أَلِكَيْ تُخفوا السمة الأساسية التي يتسم بها هذا الرجل المبدع، وهي أنه مخرج ابن مخرج؟

في مقابلة له مع جريدة تشرين، قال أنزور إن الفيلم عبارة عن سلسلة مكونة من ثماني حلقات، تتضمن مواد أرشيفية، حصرية، ولقاءات تُعرض للمرة الأولى، تحت عنوان “الصراع ما زال مستمرًا”.

ههنا نصل، مع نجدت إسماعيل أنزور، إلى مربط البعير، المربط الذي يمكن تلخيصه بالأسئلة التالية: هل اقتصرتم، في الفيلم على ذكر مآثر حافظ الأسد، وبطولاته، وإنجازاته، وصموده، ومقارعته الاستعمار والإمبريالية؟ أم ستتطرقون، في الوقت نفسه، لسؤاله عن أمر الانسحاب الكيفي من الجولان الذي أصدره للجيش سنة 1967؟ وعن دخوله لبنان لأجل تربية و”خَصي” القوى الوطنية اللبنانية، والتنكيل بمنظمة التحرير الفلسطينية؟ هل ستتطرق وثائق الفيلم إلى السجون والمعتقلات التي كان أبناء الشعب السوري يُساقون إليها، ويجبرون على العيش فيها من قلة الموت؟ وإلى المسيرات التي كان الناس يجبرون على السير فيها، وقد شدوا الأحزمة على البطون، بينما البنوك السويسرية والبريطانية والفرنسية تغص وتبلع بأموال حافظ وابنه الباسل وأخيه رفعت؟

أخي العزيز نجدت إسماعيل أنزور: تبت يداك!

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي