عنب بلدي – خاص
تحت إشراف منظمة “سوريات عبر الحدود” أقيم معرض فني خاص بـ “الموزاييك” السوري في مقر المنظمة بالعاصمة الأردنية عمّان، عُرض خلاله لوحات من الموزاييك الشهير في سوريا، مصنوعة بأيدي أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.
المعرض، الذي بدأ في 20 من أيار الحالي، كان نتاجًا لدورة تدريبية أقامتها المنظمة لأشخاص سوريين من ذوي الاحتياجات الخاصة في الأردن، بهدف تعليم المتدربين حرفة تساعدهم على تأمين عيشهم والاندماج في المجتمع، وزيادة وعي الناس بهذه الحرفة التراثية المهمة، وفق ما قال إياد أيوبي، مسؤول الإعلام والتعليم في “سوريات عبر الحدود”.
أيوبي، قال لعنب بلدي إن الدورات التدريبية، التي أعدها “معهد تنمية مهارات الحرف اليدوية” في المنظمة، شملت حرفًا يدوية متعلقة بتاريخ سوريا وحضارتها القديمة، ومن هذه الدورات: الخزف السوري والموزاييك والفسيفساء الحجري، والتي استهدفت فئة الأطفال والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة، ضمن مناهج أكاديمية أعدتها “المدرسة السورية” الخاصة بهذه الحرف.
ولم يقتصر برنامج التدريب على تعليم “الموزاييك”، بل يهدف، بحسب إياد أيوبي، إلى إعداد مدربين ينقلون ما تعلموه خلال فترة التدريب إلى غيرهم من الأطفال والنساء من ذوي الإعاقات، بالإضافة إلى تنظيم معارض يمكن من خلالها بيع اللوحات الفنية التي أنتجها المتدربون بحيث يمكنهم الاستفادة منها ماديًا.
وتأتي نشاطات منظمة “سوريات عبر الحدود”، التي تنشط في الأردن وفي الشمال السوري، ضمن إطار جهودها لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة نفسيًا، بما يساعدهم على تخطي إصابات الحرب، والاندماج بالمجتمع من حولهم.
ومن المقرر أن تُعرض لوحات “الموزاييك” في معرض فني خاص بالولايات المتحدة الأمريكية قريبًا، وفق ما قال مسؤول الإعلام والتعليم في “سوريات عبر الحدود”.
ما هو الموزاييك السوري؟
تعتبر صناعة “الموزاييك” فنًا عريقًا تعود جذوره إلى تاريخ مدينة دمشق قبل أكثر من 300 عام، وهو عبارة عن فن تطعيم الخشب بالصدف والفضة أو العاج، اشتهرت به منازل العائلات الدمشقية العريقة منذ مطلع القرن الـ 19، ليصبح بعدها السمة الغالبة على الصالونات في بعض القصور الرئاسية حول العالم.
تعتمد هذه الحرفة على أنواع خشبية مختلفة مثل الجوز والورد والزان وأنواع أخرى، كما أن خيال الحرفي يلعب فيها دورًا كبيرًا عبر ابتكاره أشكالًا فنية من خلال رسوم هندسية مثل المثمن والمربع والمسدس والمثلث.
ورغم تراجع الاهتمام بهذه الحرفة في سنوات الحرب التي شهدتها سوريا، لا تزال معامل وورشات الموزاييك موجودة في سوق الحميدية ومدحت باشا وباب شرقي في العاصمة السورية، حيث تعاني من مشكلات عدة أهمها غلاء أسعار المواد الخاصة بهذه الحرفة، وغياب تنظيم معارض الموزاييك، فضلًا عن صعوبة المشاركة في معارض عربية وعالمية.
ويبقى التحدي الأكبر أمام “الموزاييك” هو دخول منتجات مشابهة بأسعار رخيصة ومواصفات تجارية، من ناحية الخشب والمواد المستخدمة، فضلًا عن أن تنفيذها أصبح آليًا وليس يدويًا.