مرضى القرحة الهضمية.. نصوم أو لا نصوم؟

د. أكرم خولاني

يصيب داء القرحة الهضمية ملايين الأشخاص حول العالم سنويًا، وظلت الاعتقادات الخاطئة تحيط بهذا الداء لفترة طويلة في الماضي، فكان يعتبر مرضًا مزمنًا يتحتم على المصابين به اعتياد العيش معه طوال حياتهم، وكان يظن معظم الناس أن الشخص الذي أصيب بالقرحة الهضمية يجب ألا يصوم أبدًا، ولكن تبين أن الحقيقة غير ذلك.

فقد تبين أن المسبب الأساسي لمعظم حالات القرحات الهضمية (%90 من حالات قرحة الاثني عشر و%60 من قرحة المعدة) هو الإصابة بجرثومة تدعى الملوية البوابية Helicobacter pylori تعيش في الطبقات المخاطية المبطنة للمعدة، والمسبب الآخر للقرحات الهضمية هو تناول مسكنات الألم المعروفة بمضادات الالتهاب اللاستيروئيدية (NSAIDS)، مثل الأسبرين والآيبوبروفين والديكلوفيناك والنابروكسين والبيروكسيكام، بينما يعتبر كل من التدخين وشرب الكحول والضغط النفسي الشديد عوامل تزيد من احتمال الإصابة بالقرحة الهضمية.

وتبين أن العلاج الدوائي المناسب يكفي لشفاء معظم الحالات بشكل كامل، ويكون علاج الحالات الناتجة عن استخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية بإيقاف استخدام هذه الأدوية وإعطاء الأدوية المقللة لإفراز الحمض المعدي كالرانيتيدين والأوميبرازول واللانسوبرازول والإيسوميبرازول، أما حالات القرحة الهضمية الناتجة عن الإصابة بجرثومة الملوية البوابية فيحتاج علاجها لاستخدام الأدوية المقللة لإفراز الحمض المعوي إضافة للمضادات الحيوية كالأموكسيسيللين والكلاريترومايسين والميترونيدازول، ويحدث الشفاء التام في معظم الحالات خلال ستة أسابيع من بدء استخدام الأدوية.

وبالتالي فإذا عولجت القرحة وشفيت فإنه يمكن للمريض الصيام دون مشاكل.

ولكن هناك حالات محددة يجب فيها عدم صيام المريض وهي:

• إذا كانت القرحة حادة (آلام عند الجوع، ألم يوقظ المريض من نومه).
• عند استمرار الأعراض رغم العلاج الدوائي المناسب.
• إذا حدثت انتكاسة حادة في قرحة مزمنة.
• عند حدوث إحدى مضاعفات القرحة كالنزيف الهضمي أو الانثقاب.

وبشكل عام يجب الانتباه لتجنب تناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، والإقلاع عن التدخين، وعدم شرب الكحول، تجنبا لنكس الإصابة بالقرحة الهضمية مجددًا.