ماذا يقول الطب عن صيام مرضى السكري
د. أكرم خولاني
مع قدوم شهر رمضان في كل عام تكثر التساؤلات عن إمكانية صيام المرضى المصابين بالداء السكري، والحقيقة أنه ليست هناك قاعدة ثابتة للإجابة عن هذا التساؤل، وإنما يختلف الجواب من مريض لآخر وفقًا لطبيعة مرضه، فالداء السكري يقسم إلى نمطين:
- النمط الأول (المعتمد على الأنسولين) وهو يصيب الأطفال والشباب عادة، ويتم العلاج فيه بحقن الأنسولين.
- النمط الثاني (غير المعتمد على الأنسولين) هو الأكثر شيوعًا ويصيب الكهول والمسنين، ويتم العلاج باستخدام الحبوب الفموية من خافضات السكر، وأحيانًا يعالج بالأنسولين، أو بالمشاركة بين خافضات السكر الفموية والأنسولين.
فالمرضى المعالجون بحقن الأنسولين ويأخذون جرعة واحدة يوميًا يمكنهم الصيام على أن يأخذوها عند الإفطار مباشرة، والمرضى الذين يأخذون جرعتي أنسولين في اليوم يمكنهم أيضًا الصيام على أن يأخذوا الجرعة الأكبر عند الإفطار والجرعة الأصغر عند السحور، أما المرضى الذين يأخذون عدة حقن من الأنسولين يوميًا فهؤلاء لا يمكنهم الصيام لأنه يسبب خطرًا مؤكدًا على صحتهم.
أما المرضى المعالجون بخافضات السكر الفموية (حبوب)، فالذين يتناولون جرعة واحدة يوميًا يمكنهم الصيام على أن يؤخذ الدواء قبل وجبة الإفطار مباشرة، والمرضى الذين يتناولون جرعتين يوميًا يمكنهم الصيام أيضا على أن تؤخذ الجرعة الأكبر قبل وجبة الإفطار والجرعة الأصغر قبل وجبة السحور، وفي حال كان المريض يتناول جرعتين متساويتين يوميًا يجب أن تخفض جرعة السحور إلى النصف.
ولكن هناك حالات خاصة ينصح بعدم صيامها: هم المصابون بالسكري وأعمارهم أقل من عشرين سنة، والحوامل المصابات بالسكري، ومرضى السكري المصحوب بمضاعفات تؤثر على القلب أو الكلى أو غير مسيطر عليها.
وبشكل عام يجب على مريض السكري الصائم أن يلتزم ببعض القواعد:
- مع بدء شهر الصيام يجب إجراء تحليل لسكر الدم قبل موعد الإفطار بـ 2-3 ساعات لتحديد كفاية جرعة الدواء على السحور وتعديلها عند الضرورة.
- يجب تجنب الإجهاد خلال الساعتين الأخيرتين قبل الإفطار لتجنب انخفاض سكر الدم بشكل زائد، وفي حال ظهور أعراض هبوط السكر (دوخة وصداع وتعرق واضطراب رؤية ورعشة بالأطراف وتسرع بضربات القلب ونعاس) يجب كسر الصيام فورًا وتناول مادة سكرية وعدم الانتظار حتى لو كان ذلك قبل أذان المغرب بفترة وجيزة.
- على المريض أن يتناول ثلاث وجبات يوميًا، وجبتين رئيسيتين هما الإفطار والسحور ووجبة ثالثة خفيفة بين الوجبتين مع تأخير وجبة السحور إلى ما قبل أذان الفجر مباشرة، ويجب الإكثار من تناول الماء والسوائل غير المحلاة في أثناء فترة الإفطار لتعويض فترة الصيام وتجنب التجفاف.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :