أخلى تنظيم “الدولة الإسلامية” مواقعه جنوبي دمشق بالكامل، بموجب الاتفاق الذي وقعه مع النظام السوري، أول أمس السبت، والذي لم يعلن عنه بشكل رسمي.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) اليوم، الاثنين 21 من أيار، أن “الجيش” أعلن فرض سيطرته على منطقة الحجر الأسود جنوبي دمشق.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصدر أمني في قوات الأسد أنها بسطت سيطرتها على مخيم اليرموك ومنطقة الحجر الأسود بالكامل، بعد معارك “عنيفة” ضد تنظيم “الدولة”.
وقال المصدر للوكالة، إن “الجيش السوري حرر مخيم اليرموك جنوب دمشق، ورفع العلم السوري عليه”.
ويأتي حديث الوكالة بعد ساعات من إعلان قوات الأسد استئناف العمليات العسكرية ضد التنظيم، بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار مؤقت لإخراج المدنيين.
وذكرت “سانا”، صباح اليوم، أن وقف إطلاق النار لإخراج المدنيين من جنوبي دمشق انتهى، واستؤنفت العمليات العسكرية حاليًا على منطقة الحجر الأسود.
وخلافًا للرواية الرسمية، قال الصحفي الموالي، نبراس مجركس، مساء أمس عبر “فيس بوك”، إن حافلات تقل الدفعة الأولى من مقاتلي التنظيم خرجت من الحجر الأسود ومخيم اليرموك باتجاه البادية السورية.
وتضاربت الأنباء في اليومين الماضيين عن تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل له النظام مع التنظيم، وسط معلومات نشرها “المرصد السوري” عن خروج دفعتين من مقاتلي التنظيم وعوائلهم إلى البادية السورية.
ونُشر عبر “فيس بوك” اليوم تسجيل مصور قيل إنه من هاتف أحد عناصر قوات الأسد، وظهرت فيه حافلات تمر من وسط العاصمة دمشق لمقاتلي التنظيم وعائلاتهم وما تبقى من المدنيين في أحياء مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن.
وأكد الناشط من جنوبي دمشق، مطر إسماعيل، لعنب بلدي خروج كامل مقاتلي التنظيم وعوائلهم، معتبرًا أن إعلان النظام استئناف المعارك “مسرحية” لتغطية تفاصيل اتفاق الخروج.
وقال إن عدد المدنيين وعائلات المقاتلين يقدر ما بين 200 إلى 250 شخصًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، ويعتقد أن وجهتهم محافظة إدلب، حيث وصلوا قبل قليل إلى مدينة حمص.
بينما يقدّر عدد مقاتلي تنظيم “الدولة” بحوالي 800 إلى 1000 ويتوقع أن تكون وجهتهم بادية ريف دير الزور الشرقي.
وتواصلت عنب بلدي مع عبيدة دندوش، أحد “منسقي الاستجابة في الشمال”، وقال إن الحديث عن توجه المدنيين إلى إدلب لم يؤكد حتى الآن، مشيرًا إلى أن التواصل لمعرفة الوجهة مستمر.
وذكرت إذاعة “شام إف إم” المحلية، أمس السبت، معلومات عن استسلام مقاتلي التنظيم جنوبي دمشق وبدء وقف إطلاق النار في المنطقة.
وتأتي التطورات الحالية بعد 28 يومًا من اندلاع معارك بين قوات الأسد والميليشيات المساندة لها والتنظيم، قتل فيها أكثر من 900 عنصر ودمرت 37 آلية عسكرية من قوات الأسد، وفقًا لوكالة “أعماق”.
وقبل بدء العملية العسكرية كان التنظيم يسيطر على قرابة 70% من مساحة مخيم اليرموك.
–