عنب بلدي – إدلب
تفتتح جمعية “عطاء” للإغاثة الإنسانية مشروعًا “فريدًا” لرعاية الأيتام في بلدة قاح بمحافظة إدلب شمالي سوريا.
المشروع الذي يحمل اسم “دار الرحمة لرعاية الأيتام” هو عبارة عن مركز دائم لاستقبال الأيتام، يقيمون فيه ويتلقون الرعاية والخدمات المختلفة، وذلك في إطار الاستجابة لتزايد أعداد الأيتام في سوريا، خاصة في المناطق التي شهدت حركة نزوح كبيرة، هربًا من عمليات القصف التي خلفت الكثير من القتلى والأيتام، وفق ما قال مدير الفروع في جمعية “عطاء”، عبد الرحمن شردوب.
شردوب قال لعنب بلدي إن فكرة المشروع ولدت بداية عام 2017 في الفترة التي شهدت تهجير أهالي منطقة حلب الشرقية، والتي لوحظ فيها وجود أعداد كبيرة من الأيتام بين المهجرين، إلا أنها لم تدخل حيز التنفيذ إلا في شهر تشرين الأول 2017، وذلك بعد اكتمال مرحلة الدراسة والتخطيط الإنشائي وتأمين الأرض والاتفاق مع الشركة المنفذة.
ومن المقرر أن تفتتح دار الأيتام رسميًا نهاية تموز المقبل على أن تقدم خدمات مجانية تعليمية وتثقيفية وترفيهية للأيتام المقيمين فيها، لتكون المشروع “الأول من نوعه” في المنطقة من حيث الإنشاء وتكوين دار رعاية متكاملة للأيتام، وفق ما قال مدير الفروع في جمعية “عطاء”.
زاهر إدريس، منسق مشروع مركز الرحمة، قال إن المركز يقدم البيئة الحاضنة والرعاية الشاملة لليتيم فاقد الأبوين بالدرجة الأولى، ثم فاقدي الأب أو الأم بالدرجة الثانية، وتشمل خدمات المركز أيضًا تقديم برامج خاصة بتوعية الأمهات وتأهيلهن.
وأضاف لعنب بلدي أن القدرة الاستيعابية للمركز تقدر بنحو 500 يتيم ويتيمة، تتراوح أعمارهم من حديثي الولادة وحتى سن الـ 13.
وتقدر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) عدد الأطفال السوريين الذين فقدوا أحد والديهم أو كليهما، بنحو مليون طفل، منذ بدء الثورة السورية عام 2011 وحتى نهاية عام 2017، واصفةً ذلك بـ “كارثة بكل المعاني”.
لكن مديرة مؤسسة “أفكار” الإنسانية لرعاية الأيتام في ريف إدلب، جمانة عمر، قالت في حديث سابق لعنب بلدي إن هذا الرقم أقل من الحقيقة، وإن معاناة الايتام أكبر من معاناة الأطفال العاديين، كونهم بحاجة لتأمين الكفالات والرعاية الإضافية.
وطالبت عمر بزيادة التنسيق بين جمعيات رعاية الأطفال الأيتام والعمل على زيادة اندماجهم في المجتمع، وكذلك تقديم الدعم الكافي لأسرهم غير القادرة على تحمل المسؤولية.
وتعتبر جمعية “عطاء” رائدة في مجال كفالة ورعاية الأيتام في الشمال السوري وتركيا، إذ تكفل قرابة خمسة آلاف يتيم سوري في تركيا وسوريا، ولديها كفالات تعليمية للأيتام، كما أنها تشرف على مشروع “الشفيع” المخصص لرعاية الأطفال الأيتام ممكن يمتلكون مواهب خاصة.
“عطاء” وضعت ضمن خططها المستقبلية توسيع مشروع “دار الرحمة” ليشمل مراكز عدة في مناطق متفرقة من سوريا، كون الحاجة كبيرة ولا يمكن لمؤسسة واحدة أن تسد الثغرات الحاصلة في واقع الأيتام السوريين.