افتتحت “مديرية صحة حلب الحرة” بالتعاون مع المكتب الطبي لمدينة مارع دارًا لتقديم الرعاية الطبية لجرحى الغوطة الشرقية، مرفقة بخدمات علاجية ودوائية يومية.
يأتي افتتاح دار الاستشفاء كاستجابة “طارئة” لموجة التهجير الأخيرة التي شهدتها الغوطة الشرقية، في آذار الماضي، حين تهجر أهلها من مناطقهم إلى ريف حلب الشمالي، رافقهم عدد كبير من الجرحى ومصابي الحرب ومبتوري الأطراف، ما استدعى إنشاء مركز طبي خاص بهم.
الإداري في دار الاستشفاء محمد ترك، قال لعنب بلدي إن المركز مؤلف من ثلاثة طوابق وعدد كبير من الأسرّة لاستقبال الجرحى، مشيرًا إلى أن المركز استقبل حتى الآن 70 حالة، بينهم 25 شخصًا من مبتوري الأطراف، ممن هم بحاجة إلى أطراف صناعية وبحاجة إلى تصحيح بدن بشكل عاجل.
وأضاف أن الكادر الطبي في الدار يضم أطباء وممرضين من أبناء الغوطة الشرقية نفسها.
وتقدم “دار جرحى مهجري الغوطة الشرقية”، إلى جانب الخدمات العلاجية، خدمات أخرى نفسية، كما يضم الدار قسمًا خاصًا للمعالجة الفيزيائية وقسمًا للإطعام وقسمًا آخر للمبيت، وذلك بدعم من منظمة “أطباء عبر القارات” بالإضافة إلى مساعدات فردية تقدمها بعض المستشفيات في المنطقة، وفق ما قال الإداري محمد ترك.
ووصل ما يزيد على 67 ألف مهجر من الغوطة الشرقية إلى الشمال السوري بينهم عدد من الجرحى، بحسب أرقام مجلس محافظة ريف دمشق، التابع للحكومة السورية المؤقتة.
فيما استقبل ريف حلب الشمالي، الخاضع لسيطرة فصائل “الجيش الحر” بإدارة تركية، في الفترة الماضية، الآلاف من مهجري المناطق السورية الأخرى، بينها القدم، الغوطة الشرقية، والقلمون الشرقي.
ويعمل ممثلو الهيئات المدنية ومنسقو الاستجابة في ريف حلب الشمالي على تأمين مراكز الإيواء المؤقتة ومنازل للسكن تكون دائمة، وتأمين حصص إغاثية وطبية ومستلزمات أساسية، إلى جانب وسائل نقل من أماكن الإيواء إلى نقاط الإقامة الدائمة.
واتفقت الهيئات على إنشاء غرفة استجابة طارئة للتواصل والتنسيق ومتابعة المستجدات بشكل مستمر تضم جميع المنظمات العاملة في المنطقة.
من جانبها، استقبلت تركيا عددًا من الجرحى ومصابي الحرب الذين خرجوا من الغوطة الشرقية، وقدمت لهم العلاج في مستشفياتها الحدودية مع سوريا.
وكانت الغوطة الشرقية تعرضت لحملة عسكرية، في شباط الماضي، أدت إلى دمار كبير بالبنية التحتية، وأودت بحياة أكثر من ألف شخص، فيما وصل عدد الجرحى خلال الحملة وحدها إلى 4800 مصاب.