منذ انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني، حاولت الدول الأوروبية النأي بنفسها عن تبعات الانسحاب، معلنة التمسك بالاتفاق باعتباره أفضل الموجود في ظل تفاقم نشاط إيران النووي.
لكن العقوبات الأمريكية على إيران، التي تلت انسحاب واشنطن من الاتفاق، لم يقتصر تأثيرها على الشركات الأمريكية المتعاملة مع إيران فقط، بل شملت شركات أوروبية دولية لها صلات ثنائية الجانب بين إيران والولايات المتحدة.
شركة النفط الفرنسية “توتال” قالت في بيان لها، الأربعاء 16 من أيار، إنها تستعد للانسحاب من مشروع لتنمية حقل غاز طبيعي في إيران، بقيمة مليار دولار، معلنة بشكل صريح أن انسحابها يأتي في ظل العقوبات الاقتصادية الأمريكية على طهران.
وأضافت الشركة أنها ستوقف مشروع “فارس الجنوبي 11” قبل تشرين الثاني المقبل، إلا في حال حصلت على إعفاء للمشروع من السلطات الأمريكية، بدعم من السلطات الفرنسية والأوروبية.
وغالبًا ما تواجه الشركات التي تعمل على نطاق دولي تضييقات أمريكية، ضمن سياق العقوبات الاقتصادية التي تفرضها واشنطن على دول معينة، ما يعرضها لخطر المخالفة، إذ تفضل هذه الشركات حماية مبيعاتها الأمريكية.
دعوات إلى تجنيب الشركات الأوروبية
بالتزامن مع إعلان شركة “توتال”، أعلنت شركة “أليانز” الألمانية أنها ستحد من نشاطها في إيران بانتظار التوجيهات الأوروبية والألمانية لها.
كما أكدت شركة “ميرسك” الدنماركية، التي تدير ناقلات النفط عالميًا، أنها لن تبرم عقودًا جديدًا مع شركات إيرانية، مشيرة إلى أنها ستخفض أعمالها في إيران، وكذلك قالت شركة نقل النفط الدنماركية “تورم” إنها ستتوقف عن استلام أي طلبات جديدة من إيران.
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن على أوروبا أن تحمي شركاتها من العقوبات الأمريكية ضد إيران.
وأضاف، خلال قمة زعماء الاتحاد الأوروبي في بلغاريا الخميس 17 من أيار، أن الأمر يجب أن يترك للشركات العاملة في أسواق شتى لاتخاذ قراراتها بنفسها.
وكان الرئيس الأمريكي أعلن، الأسبوع الماضي، انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني، مشيرًا إلى أن اتفاقًا “ذا بنية ضعيفة” لن يمنع إيران من تصنيع قنبلة نووية.
كانت الدول العظمى المعروفة بـ “5+1″، وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، بالإضافة إلى ألمانيا، توصلت لاتفاق مع إيران، عام 2015، ينص على كبح إيران عن أنشطة تخصيب اليورانيوم، مقابل تجميد عقوبات أمريكية ودولية مفروضة على طهران منذ عقود.
–