يتناوب النظام السوري وفصيل “جيش خالد بن الوليد” على إلقاء المناشير فوق مناطق سيطرة المعارضة في درعا، وبينما دعت الأولى إلى المصالحة طالبت الثانية بالتوبة.
وحصلت عنب بلدي على صور المناشير اليوم، الأربعاء 16 من أيار، ودعا النظام فيها أهالي المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة إلى “المصالحة”، التي “تضمن مستقبل المدنيين والمنطقة بشكل كامل، وهي بوابة الأمان والخلاص”، بحسب ما ذكر فيها.
وجاء في مناشير النظام، التي ألقتها طائرات مروحية فوق منطقة اللجاة، “سوريا تستحق كل خير، لنتعاون معًا لوقف الدم وتوفير الجهد”.
واتبع النظام السوري أسلوب المناشير الورقية في مختلف المناطق السورية منذ بدء العمليات العسكرية، وكانت تسبق أي تحرك عسكري من جانبه، وكان آخرها في ريف حمص الشمالي قبل التوصل لاتفاق خروج مقاتليه.
أما مناشير “جيش خالد”، المتهم بمبايعته لتنظيم “الدولة الإسلامية”، ألقيت من طائرات استطلاع فوق بلدة حيط المحاصرة، وقال فيها “ندعو كل الفصائل للتوبة والكف عن محاربة المجاهدين والتبرؤ من نصرة وإعانة اليهود والنصارى والمرتدين”.
وأضاف مخاطبًا فصائل المعارضة “من جاءنا منكم تائبًا قبل القدرة عليه قبلنا توبته وعصمنا دمه، له مالنا وله ما علينا، ومن أبى فليس له إلا السيف (…) موعدنا قريب يا عباد الصليب”.
وسيطر “جيش خالد” على معظم بلدات حوض اليرموك، بعد أن شن هجومًا مباغتًا في شباط 2017، انتزع من خلاله بلدات وتلال أبرزها سحم الجولان وتسيل وتل الجموع.
ويتمركز مقاتلوه في مناطق حوض اليرموك وقرية جملة وعابدين الحدوديتين مع الجولان المحتل، إضافة لمنطقة القصير وكويا على الحدود مع الأردن.
ويتزامن إلقاء مناشيره الورقية مع استعداد فصائل المعارضة لفتح معركة لفك الحصار عن بلدة حيط، التي قطع “جيش خالد” آخر طرق الإمداد إليها في حزيران الماضي.
وقال مصدر عسكري لعنب بلدي إن العمليات العسكرية من المتوقع أن تبدأ في الأيام المقبلة، وستشهد مشاركة أعداد كبيرة من المقاتلين.
ولا يزال اتفاق الجنوب، الذي تم التوصل إليه بتاريخ 9 من تموز الماضي، غير واضح الملامح بشكل كامل.
ورغم أنه يحدد درعا والقنيطرة والسويداء كمنطقة “تخيف توتر”، إلا أن تفاصيل كثيرة حول آليات تطبيق “التهدئة” غير معروفة بعد.