هل تخلت موسكو عن الأسد

  • 2014/11/23
  • 9:50 م

عنب بلدي – العدد 144 – الأحد 23/11/2014

خلال زيارة لأحمد معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف السوري سابقًا، للضباط المنشقين في مدينة أنطاكيا التركية، أوضح بأن «روسيا والعديد من الأطراف الدولية تخلّت عن شخص بشار الأسد».

ربما قال الروس ذلك حقيقة، بل زادوا عليه بتصريحات وزير الخارجية سيرغي لافروف، إذ اتهم واشنطن بأنها «تسعى بعيدًا عن الأضواء» إلى الإطاحة بالأسد.

في المقابل، اتفق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي، على زيادة تدريب المعارضة لتسيطر على المناطق التي ينسحب منها تنظيم «الدولة الإسلامية» جراء ضربات التحالف الدولي، بالتوازي مع السير في عملية انتقالية تضمن رحيل الأسد عن السلطة.

إذا نظر المراقب للصورة أعلاه، أدرك أن هناك اتفاقًا ضمنيًا يفضي إلى التخلي عن الأسد، لكن إذا ما قورنت هذه المواقف بسياسة الروس والأمريكان والأتراك ونظام الأسد على مدار الثورة، لتشكلت أمامنا صورة سلبية مدقعة في السواد مفادها «نسمع جعجعة، ولا نرى طحينًا».

لقد توعد العثمانيون وأبناء العم سام مرارًا وتكرارًا بأن «أيام الأسد بات معدودة»، حتى صارت سخرية السوريين وفكاهتهم.

حذر أوباما كذلك، من استخدام الكيماوي بحق المدنيين، وجعل من الأمر «خطًا أحمر» لا يمكن تجاوزه؛ ضُرب السوريون بالكيماوي، تحركت البارجات الأمريكية في المتوسط، تهديد ووعيد.. ترقب وقلق، عاد كل شيء إلى مكانه بموجب اتفاق يقضي بتسليم السلاح، وترك القاتل يمارس هوايته بإراقة الدماء.

لم تعد هذه التصريحات ذات أثر لدى السوريين النازحين واللاجئين أو أولئك الذين ينتظرون ساعة مقتلهم؛ كما أن الطريقة التي سيقتلون بها لا تهم ربما؛ الأكيد أنهم ما عادوا يصرخون، وأنهم باتوا يعلمون أن استجداءهم لن يجلب سوى التذلل للآخرين.

بعد كل هذا، فإن انتظار الحلول من القريب والبعيد سذاجة على أقل تقدير، والطريق الوحيد للخروج من الدوامة هو تكاتف الجهود سياسيًا وعسكريًا، لتكون قوة تمثل الثورة وتعمل وفق مبادئها ومطالب الشعب.

هيئة التحرير

مقالات متعلقة

رأي

المزيد من رأي