يحذر ممدوح عدوان قراء كتابه دفاعًا عن الجنون، بأنهم سيلاحظون أن مقدماته مكتوبة بانفعال الشاعر أكثر من كونها بعقلانية الباحث.
ومع رحلة القارئ في المقدمة الأولى التي كتبها عدوان، وهي بعنوان “احتفالًا بالجنون” يرى أن الكاتب يسعى لإيصال فكرة تتمحور حول أن العيب الأكبر الذي يمكن أن يحدث لأمة هو أن تكون خالية من المجانين، فالجنون ليس عيبًا أو مرضًا بل هو عند عدوان دلالة صحية على شعب معافى عقليًا وثقافيًا.
وينطلق الكاتب من أنه من حق الإنسان أن يبكي عندما يتألم، ومن حقه أن يفقد توازنه الجسدي عندما يسكر وتوازنه العقلي عندما يدرك مرارة العالم الذي يعيش فيه، وينطلق من حقه في الجنون.
المقدمة الثانية عنونها عدوان “بين الشعر والقراء”، وهي مقدمة المجموعة الشعرية الأولى له بعنوان “الظل الأخضر”.
ويعالج من خلالها شروط تشكل الفن المبدع والشعر الحقيقي، ويحاول تحديد ماهية وصول الفنان إلى النضج الثقافي أو الشعري.
ويرى أنه على الشاعر أن ينطلق من الأزمة التي تصيبه أو تصيب الأمة وإلا كان محض نفاق أو تملق.
والشعر عند ممدوح عدوان يموت إذا ما اهتم بالأمور اليومية والمشكلات السطحية الناتجة عن الصراع، ولا يصلح لأن يكون شعرًا إلا إذا كان نتاجًا ذاتيًا ناتجًا عن ذات الشاعر.
ويستمر الكاتب من خلال أجزاء كتابه بجرأته وجدله ومناقشة قضايا تمس المجتمع بشكل كبير وتسبب أكبر الجدالات، ولعلها إلى الآن تفتقر إلى الحل ولم ينته جدلها.
ويتكلم عدوان في مقدمته الثالثة التي عنونها “الجنس شعرًا”، عن الجنس والمرأة والحب، ويناقش من خلالها قضية الحب وبعض الحالات التي تعتريها ونموها وتجربتها.
ومع انتهاء قراءة الكتاب، الصادر عن دار النديم في بيروت من 87 صفحة للقطع المتوسط، قد يتساءل القارئ عن قضايا تحدث عنها عدوان ومرافعات قام بها الكاتب ووجهها للضمائر وليس للعقول.