شبّ على المعارضة فشاب عليها، يؤمن أن الجدارة بالأقدمية، زاهد في السلطة، حالم بالرياسة، بشار الأسد ليس ندّه، معركته مع من هم أكبر منه: حسن عبد العظيم ونجاح العطار وأنيسة مخلوف وعلي خامنئي، كهل الحقوقيين وشيخ الشباب، حياته الجنسية بخير، مشكلته أنه لا يملك لها الوقت الكافي، سرّه العميق هو العسل الملكي.
نظرته ثاقبة، خبراته لا تضاهى، شاهد على العصور، بئر بلا أسرار، حدسه لا يخيب، طاغور بلا حكمة، بيدبا بلا حكايات، هَرم قبل أن نهرم من أجل الوصول إلى هذه اللحظة التاريخية. راعي المحاماة والمحامين. لا يفوته مؤتمر، لا تثبطه إصابة، لا يعوقه جرح.
شاهد عيان من طراز نادر، معلوماته تفصيلية عن انشقاق فاروق الشرع، يعرف أين ينام بشار الأسد، هَندَسَ عملية اغتيال خلية الأزمة، دفن جثة عمر سليمان بيديه، حفر نفقًا خرجت عبره طل الملوحي من سجن عدرا قبل أن تقرر العودة من الطريق نفسه، تابع خط سير خروج علي حبيب إلى هاتاي فاسطنبول وصولا لصافيتا، واثق دائمًا من أن النظام سينهار خلال أشهر أو أيام أو دقائق. يدرك خطر المدنيين الروس لذا يدعو لاستهدافهم، يتمنى في قلبه استهداف المدنيين الإيرانيين والعراقيين واللبنانيين والأفغان واليمنيين أيضًا.
يعتمر مرة في السنة ويحج ثلاث مرات في الشهر. لا كاميرات في الصلاة لذلك لا يصلي، يعوض بالسجود على تراب الوطن عكس القبلة. يكره الزعامات التقليدية، يحلم بزعامة تشبه رجالات الاستقلال الأوائل… أبناء جيله، خليط من القوتلي والخوري والعسلي والجابري والأتاسي والعظم. منصبه في أي تشكيل سياسي محفوظ، إن لم يكن بالانتخاب فبالتزكية.
القانون بالنسبة له هو القانون.. ودائرة في الائتلاف، قانونه بلا رتوش، يؤكد دائما أن جرائم النظام لا يجب أن تمر من دون عقاب، خطف رزان زيتونة ورفاقها في دوما مر عليه من دون عتاب، لا يستحي أن يقول إنهم خرقوا قانون تقاليده المحافظة.
أربعون عامًا من الكفاح السياسي ضاعت في ثلاثة أعوام.. يرغب بالتقاعد، لكنه يخشى من أن يُسأل يومًا: لماذا تركت الشعب وحيدًا؟