ريف حماة – إياد عبد الجواد
يتعرض ريف حماة الشمالي لقصف شبه يومي، تركز خلال الأسابيع الأخيرة على المزارع في موسم الحصاد، ما تسبب بحرائق وأضرار لأصحاب المحاصيل.
وتمتد المنطقة المستهدفة من بلدتي اللطامنة وكفرزيتا وصولًا إلى كفرنبودة.
مدير المكتب الزراعي للمجلس المحلي للطامنة، المهندس علي الهواري، أوضح لعنب بلدي أن حواجز النظام المتمركزة في مدينتي حلفايا ومحردة، وحاجزي زلين والمصاصنة، استهدفت الأراضي الزراعية بالقذائف المدفعية والنابالم الحارق.
وأدى القصف إلى احتراق مساحات واسعة من القمح والشعير، إضافة للأعشاب بين أشجار الزيتون والفستق الحلبي، وبلغت مساحة الأراضي الزراعية التي تضررت نتيجة ذلك 30 هكتارًا، 20 من القمح وعشرة من الشعير، أما الخسائر المادية فتجاوزت 45 ألف دولار.
وأشار الهواري إلى أن هذا الموسم ليس الأول الذي تتعرض به المحاصيل للحرائق بسبب تلك القذائف، بل سبق أن تعرضت أربعة مواسم على التوالي للحرائق عند جني المحصول.
أما عدد ضحايا القصف في الشهرين الماضيين، فوصل إلى عشر ضحايا و16 جريحًا فقط في اللطامنة، يضاف إليهم ضحيتان في الأراضي التابعة لقرية الأربعين، وشخص في أراضي كفرزيتا.
وناشد الهواري مجلس محافظة حماة والمنظمات والهيئات بتقديم الدعم المادي والمعنوي للمزارعين، بحيث يتم تعويضهم ولو بجزء من الخسائر.
الناشط الإعلامي باسل الحموي قال إن ريف حماه الشمالي يتعرض لـ “حملة شرسة” من قبل قوات النظام، خاصة مع بداية موسم الحصاد، الذي يعتبر مصدر رزق ينتظره الأهالي طيلة أشهر.
وفي الوقت الحالي، تستهدف المحاصيل وتحرق بشكل مباشر أمام أعين النقطة التركية الموجودة شرقي مورك، وهذا ما يجعل الموسم مهددًا بالكامل، إذا استمرت هذه الحملة ضد المزارعين، وفقًا للحموي.
زرع أحمد العمر، أحد أهالي المنطقة، ما يقارب عشرة دونمات من القمح، بتكلفة 300 ألف ليرة سورية، ومع اقتراب موسم الحصاد حرق محصوله، جراء قصفه بشكل مباشر بالرشاشات الثقيلة، ولم يكن بيده، بعد دمار بيته وعطب سيارته، مصدر رزقٍ سوى ما تنتجه هذه الأرض.
وقالت مصادر متطابقة من المنطقة لعنب بلدي، في 6 من أيار الحالي، إن “هدنة” بدأت قبل أيام، بتنسيق مع ضابط تركي، في النقطة الثامنة التي ثبتت في مورك شمالي حماة في نيسان الماضي.
وحصلت عنب بلدي على بيان، قال ناشروه (وهم فلاحون من أبناء المنطقة) إن “الهدنة” جرت بجهود الشيخ متعب الدبلات، مع “مرصد عمار” وبالتنسيق مع “فيلق الشام” الذي تواصل مع الأتراك في نقطة مورك، نتج عنها “هدنة موسم” لشهر قابل للتجديد.
وتشمل “الهدنة” بلدات وقرى التمانعة، سكيك، ترعي، أم جلال، الخوين، الزرزور، أم الخلاخيل، الفرجة، المشيرفة، إضافة لتل خزنة، اللويبدة، سحال، التينة، أبوشرحة، وتل دم.
لكن القصف تواصل بعد الإعلان عن هذه الهدنة، بنفس الوتيرة.
وتجاور القرى مناطق سيطرة قوات الأسد، التي تقدمت على مساحات واسعة نهاية العام الماضي، في إطار معارك ضد المعارضة.
ويتزامن ذلك مع بدء موعد حصاد الكمون، بينما يبقى على حصاد مواسم اليانسون والحمص والحبة السوداء والقمح قرابة عشرة أيام.