جمال ابراهيم – درعا
على هامش الانتصارات العسكرية التي تحققها قوات المعارضة في محافظة درعا، تشهد المناطق المحررة ظاهرة تقلص المساحات الخضراء، بعد قطع الأشجار واستخدامها للتدفئة وسط غياب المحروقات.
وما لبثت فرحة الأهالي في درعا بسيطرة المعارضة على رقعة تمتد مساحتها لأكثر من 900 كيلو متر مربع أن تلاشت شيئًا فشيئًا.
فبحسب أهالي مدينة الحارة، توجهت عدد من الفصائل المقاتلة التي شاركت بتحرير التل وبعض المدنيين لقطع الأشجار المثمرة من سفح تل الحارة والطريق الواصل بين مدينتي نوى والحارة وتحطيبها، رغم أن عمرها يزيد عن 40 عامًا.
ولا تقتصر الحالة على تل الحارة، الذي أصبح شبه صحراء بعد أن كان غابة مثمرة؛ بل تنعكس على أكثر من موقع في المحافظة، كما حال حرش أو غابة تسيل شرق المدينة الواقعة جنوب غرب نوى.
وكان الحرش يعرف بأشجاره المثمرة وعددها الكبير الذي يغطي مساحات واسعة من الأراضي، لكن هذه الأشجار قطعت بالكامل لتصبح المنطقة جرداء دون رقيب أو حسيب، في مدة زمنية لا تتجاوز الأشهر.
وأفاد أبو عبيدة، وهو رجل يقوم بضمان بعض المزارع وتحطيب أشجارها ويتقاسم ما يجنيه مع أصحابها، إن سعر طن الحطب يبلغ 30 ألف ليرة سورية، مضيفًا أنه “مع ارتفاع أسعار المحروقات وجد المدنيون أن مادة الحطب أرخص ثمنًا، ومقدار طن أو اثنين، قد يكفيهم فصل الشتاء أو يزيد”.
وبذلك يعزو أبو عبيدة، إقبال بعض الناس على العمل في التحطيب وتجارته في الآونة الأخيرة، ولفت إلى أن مناطق عديدة في المحافظة واجهت نفس المصير، كحرش السد ومزارع محيطة به في مدينة درعا، لكنه يطالب بضبط العملية العشوائية وإيجاد حلول لتنظيمها وتعويض الغطاء النباتي.
ويؤثر قطع الأشجار سلبًا على المناخ، وقد يكون بداية لكارثة بيئية في المنطقة الجنوبية، إذ ضيعت بعض التصرفات غير المسؤولة غطاءً عمره أكثر من مئة عام، محولة المنطقة من مساحات خضراء إلى أرض جرداء.