أزمة قوافل حلب.. مهجرون سوريون منعوا من دخول أرض سورية
عنب بلدي – خاص
أثار تأخير دخول قوافل المهجرين من ريف حمص وجنوبي دمشق إلى ريف حلب الشمالي ردود فعل واسعة محليًا، وسط توجيه اتهامات إلى تركيا، كونها المسؤولة عن المنطقة، بمنع دخول السوريين إلى أرضٍ سورية.
أربع قوافل يبلغ عدد الأشخاص فيها أكثر من خمسة آلاف، انتظرت لساعات طويلة على معبر أبو الزندين قرب مدينة الباب في ظل ظروف جوية سيئة.
القافلة الأولى كانت من ريف حمص الشمالي وتضم 3391 شخصًا يتوزعون في 66 حافلة، بينهم سبع حالات حرجة، وتعتبر الأولى ضمن اتفاق الخروج، الذي فرضته روسيا والنظام السوري على ريف حمص، وتم دخول القسم الأكبر منها بشكل غير رسمي نتيجة وجود عائلات حمصية داخل الباب استقبلت عشرات المهجرين.
بينما بقي حوالي 500 شخص من القافلة الأولى على المعبر لم يسمح لهم الدخول، لتتكدس القوافل بعدها، الثانية من ريف حمص وتضم 2803 أشخاص، إضافة إلى القافلتين الخامسة والسادسة وجزء من السابعة من مهجري جنوبي دمشق.
تدخل الحكومة السورية المؤقتة
بعد انتظار دام خمسة أيام، وسط مظاهرات ووقفات احتجاجية من قبل مواطنين في مدينة الباب تطالب تركيا بالسماح للمهجرين بالدخول، سمح للقوافل بالتحرك بعد تواصل الحكومة السورية المؤقتة برئاسة جواد أبو حطب، مع الجانب التركي.
وتم تأمين أماكن لإقامتهم في الريف الشمالي، بحسب ما قال المتحدث باسم رئيس الحكومة، ياسر الحجي لعنب بلدي.
ودخل2391 شخصًا كانوا ضمن قوافل جنوبي دمشق، ويتوزعون على الشكل التالي: الخامسة (تضم 1369 شخصًا) والسادسة (تضم 655 شخصًا) وجزء من القافلة السابعة (تضم 367 شخصًا)، إضافة إلى من تبقى من قافلة ريف حمص الشمالي الأولى والذي يقدر عدد المهجرين فيها 500 شخص.
تسليم السلاح سبب المنع
تساؤلات كثيرة طرحت من قبل معنيين خلال الأيام الماضية حول الأسباب التي تدفع تركيا إلى منع دخول المهجرين إلى ريف حلب.
رئيس المجلس المحلي لمدينة الباب، جمال عثمان، قال في حديث إلى عنب بلدي إن القوافل وصلت تباعًا، وعندما وصلت القافلة الأولى من ريف حمص الشمالي إلى معبر أبو الزندين لم يكن هناك أي تنسيق، مشيرًا إلى أن عددهم كبير ومكان الإقامة غير موجود ومراكز الإيواء غير جاهزة، إضافة إلى رفض بعض المقاتلين تسليم سلاحهم إلى الجيش التركي، مشيرًا إلى أنه لم يتم منع أي منظمة من مساعدة المهجرين على المعبر.
في حين أرجع الكاتب والمحلل السياسي التركي، فراس رضوان أوغلو، عدم دخول القوافل إلى سببين، الأول ضعف التنسيق بين كل من تركيا والمقاتلين المهجرين من جهة وبين تركيا وروسيا من جهة أخرى، بدليل أن هناك قوافل سابقة دخلت إلى المنطقة، متسائلًا هل كل الملفات الأمنية لهؤلاء المقاتلين موجودة لدى تركيا لمعرفة من يدخل ويخرج إلى المنطقة.
والسبب الثاني يعود إلى استدراك المشاكل الأولى التي حصلت في القوافل السابقة، فيما يتعلق بقضية نزع السلاح والذي يعتبر أمرًا خطيرًا كون المنطقة تحت الحماية العسكرية التركية، ومسؤولة أمام المتجمع الدولي في المنطقة، لأن أي توتر أمني في ريف حلب يؤثر على تركيا، كما حصل في مدينة عفرين عندما تم الاستيلاء على بعض بيوت الكرد والضجة الإعلامية والحقوقية التي رافقت ذلك.
وأكد أوغلو أن الزمن خذل تركيا إذ أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مرارًا عن إعمار منطقة ريف حلب من أجل إيواء النازحين وعودة اللاجئين، لكن الترحيل المفاجئ من مناطق المعارضة (القلمون الشرقي وريف حمص الشمالي وجنوبي دمشق) فاجأ الجميع.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :