لا تقف مكانة الرجل بينه وبين طموحه بالوصول إلى المجد، سواء كان مزارعًا أو محاربًا أو كان مزيجًا منهما، وفي أسوأ الأحوال إذا كانت نهاية المطاف هي الموت فذلك أيضًا نصر بالنسبة لرجال “الفايكينغ”، إذ إن “فالهالا” (الجنة بالنسبة لمحاربي الفايكينغ) هي مصير المحارب الذي يموت وهو يقاتل.
تجسيد لتاريخ الفايكينغ
كتبت صفحات التاريخ الكثير من الأساطير التي حكيت وحيكت عن راكبي البحر الذين غزوا أوروبا، وبنيت عشرات القصص عن مقاتلين أشبه بالوحوش يرتدون قبعات بقرون ثور.
ويعتبر مسلسل “VIKINGS” أحد أهم الأعمال التي كشفت بعضًا من أسرار الزمن القديم ومغامراته وحروبه الشرسة.
وبني المسلسل على قصص أسطورية ملحمية “SAGA” عن حقبة “الفايكينغ” في المناطق الاسكندنافية، وخاصة أحد زعمائهم والمعروف باسم راغنر لوثبروك، الذي يعتبر من أشهر المقاتلين الاسكندافيين الذين أذاقوا إنكلترا وفرنسا الويلات.
تدور أحداث المسلسل حول مزارع في إحدى بلدات الفايكينغ ويساعد سيد تلك البلدة في غزوات للحصول على المال والطعام وأراض جديدة.
يكتسب لوثبروك شهرة كبيرة بين أبناء بلدته بعد نجاح غزوته وقوته خلال المعارك.
لم يكتف المزراع راغنر بتلك الشهرة بل أراد الذهاب إلى أبعد من ذلك والهجوم على البلاد القابعة ما وراء البحار، بمساعدة صديقه “فلوكي”، النجار المشهور في تلك البلدة، بهدف اكتشاف أراضٍ جديدة فيها ثروات كثيرة.
يعود راغنر بغنائم ثمينة من رحلته الأولى ويرفض أوامر سيده، وتبدأ حرب داخلية في البلدة وتبدأ معها قصة جديدة في التاريخ كتبها بحارة الفايكينغ.
إيجابيات وسلبيات المسلسل
كغيره من المسلسلات، نال “الفايكينغ” نقدًا إيجابيًا وسلبيًا، وتوجهت عدة انتقادات تاريخية من حيث وجود معابد لآلهه الفايكينغ، أو طريق اللباس، إضافةً إلى أخطاء تاريخية عن وجود روسيا إذ كانت القصة تدور قبل اكتشافها.
وعلى الجانب الآخر، أشاد اختصاصيون ونقاد بطريقة العرض، واعتبروها طريقة جديدة لتسليط الضوء على تلك الحقبة.
كما تميز المسلسل ببراعة الممثلين الذين أدوا أدوارهم بشكل لافت.
رشح المسلسل لـ 16 جائزة مختلفة، وحصد خمس جوائز، في حين نال تقييم 8.4 على موقع “IMDB” في جزأيه الأول والثاني وارتفع تقييمه مع عرض الجزء الخامس من المسلسل ليصل إلى 8.6.
المسلسل كندي- أيرلندي من إنتاج شبكة “HISTORY”، وإخراج ميشيل هيرست، وبطولة غوستاف سكارسغارد، كاثرين وينيك، ألكسندر لودويغ.
من هم الفايكينغ؟
ينحدر الفايكينع في الأصل من قوم جرمانيين عاشوا شمال غربي أوروبا ثم تحولوا إلى بلاد اسكندنافيا، حيث عاشوا في مجموعات صغيرة، ولكل مجموعة ملك أو سيد يحكمها.
ينقسم مجتمع الفايكينغ إلى ثلاث طبقات، طبقة النبلاء، والملوك والأثرياء، أما الطبقة الثانية فهي طبقة الأحرار، وهم المزارعون والتجار وموظفو الدولة (المجموعة)، والطبقة الثالثة هي طبقة العبيد، الذين هم أرقاء منذ ميلادهم أو أسرى الحرب.
وكان الفايكينغ أشداء قساة في معاركهم، إذ كانوا يحرقون ما لم يتمكنوا من أخذه أو نهبه، ما أثار الرعب في أوروبا كلها، بحسب ما تقول الأساطير المحكية عنهم.