أحمد الشامي
سنحت لي الفرصة مؤخرًا مشاهدة “فيديو” داعشي محظور، وفيه نشاهد مجموعة من الشبان يشحذون سكاكينهم لذبح أسراهم من “جنود وطياري اﻷسد”.
من غير المفهوم أن يتم حظر هكذا أفلام والتي تظهر مدى العدمية والدموية لدى هذا التنظيم.
الفيلم مصنوع بتقنية عالية وهدفه دعائي محض، فالمطلوب منه أن يتمكن شباب السنة من تقمص شخصيات المقاتلين الداعشيين. لنتصور شابًا سوريا سنيًا شجاعًا، يتلقى براميل اﻷسد وصواريخ “اوباما” دون أن يتمكن من الرد، هذا الشاب فقد مستقبله وعائلته وهو يرى زبانية اﻷسد ومناصريه يذيقونه وأمثاله سوء العذاب.
يحتاج الشاب السوري للكثير من العقلانية وضبط النفس كي لا يتطوع على الفور كمقاتل “داعشي”، ولو نكاية بصعاليك الغرب وزعران الشرق. بالمقابل، النظر ٳلى الموضوع بعقلانية يظهر تفاصيل الوجه الخفي “لداعش”.
ما هي “التكنولوجيا” الداعشية؟ لا نجد سوى السكاكين والسواطير… لا توجد لا أجهزة ولا أسلحة متطورة ولا اختراعات.
ما هو “الفكر الداعشي”؟ ٳحياء الخلافة على مبدأ “القرشي البغدادي أو لا أحد…“. الخلافة التي زالت بسبب فشلها في صد الغزو المغولي لبغداد منذ قرون ثم في وجه الغزو الحضاري الأوروبي في القرن الماضي..
ما هي البنية التنظيمية “لداعش”؟ التنظيم “الداعشي” مطابق لتنظيم جماعة “الحشاشين” التي أسسها “الحسن بن صباح” قبل ثمانية قرون، أي عصابة من السفاحين. هذه العصابة تريد “ٳقامة دولة الخلافة” ومحاربة “أعداء اﻹسلام” عبر “الهوبرة” وقتل السنة والتنكيل بهم.
في الجهة اﻷخرى، نجد “داعس”، دولة اﻷسد العلوية في سوريا، وٳعلامها “الممانع” و “فيديوهاتها” التي تظهر طائرات وصواريخ، روسية، و “قبضايات” يأكلون رؤوس اﻷفاعي.
ما هي “التقنية” التي ابتدعها اﻷسد؟ البراميل والحاويات المتفجرة..
ما هو مضمون “الفكر” اﻷسدي؟ “اﻷسد أو نحرق البلد”.
أما الشكل التنظيمي لنظام اﻷسد فهو عبارة عن مافيا بحجم “دولة” لديها شبيحة وميليشيات ولصوص ومنافقون.
عصابة اﻷسد تريد تحقيق الوحدة العربية وتحرير فلسطين عبر تدمير سوريا وقتل شعبها والتحالف مع النظام الطائفي في “طهران” والعنصري في “تل أبيب”. بالنتيجة، يتبارى كل من “داعش” و “داعس” في العدمية والهمجية.
يبدو أن الحضارة الإنسانية التي ولدت في الشام تنتهي إلى العدم، أيضًا في الشام.