النظام النقدي الذهبي .. المزايا والعيوب وإمكانية العودة إليه – 2

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – العدد 144 – الأحد 23/11/2014

pOTí ºƒp¼

محمد حسام حلمي عنب بلدي

تحدثنا في العدد الماضي عن مفهوم نظام النقد الذهبي وعيوب ومزايا هذا النظام. في هذا العدد نتابع مناقشة مدى إمكانية وواقعية قيام تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بتطبيق نظام نقدي معدني يعتمد على الذهب والفضة، وماهي المعوقات والعقبات أمامه.

تحتاج عملية إصدار العملة النقدية إلى توافر المقومات الاقتصادية والقانونية والمؤسسات النقدية كوجود نظام وجهاز مصرفي متكامل، حيث يتطلب إصدار العملة قيام المصرف المركزي بتقدير حجم الكتلة النقدية اللازمة لتغطية الناتج المحلي الإجمالي وتلبية الطلب على النقود. فتنظيم الدولة الإسلامية يمتلك فقط جهازًا وخبرة عسكرية، وليس لديه أي جهاز مصرفي رسمي قادر على تحديد عرض النقود وإدارة عملية طباعة النقود الذهبية.

ومن أهم معوقات إصدار العملة الذهبية هو مدى توافر كمية كبيرة من الذهب، فهل يمتلك تنظيم الدولة الإسلامية احتياطيًا كافيًا من الذهب والفضة لسك الدنانير والدراهم، وفي حال زيادة النشاط الاقتصادي وزيادة الطلب على النقود داخل المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم، فهل يستطيع تنظيم الدولة شراء وتأمين كميات الذهب اللازمة لسك مزيد من النقود، وخاصة مع ندرة ومحدودية كميات الذهب على مستوى العالم.

ومن جهة أخرى فإن أسعار الذهب العالمية تخضع لتقلبات كثيرة ومستمرة مرتبطة بالنشاط الاقتصادي على مستوى العالم، ومرتبطة باستخدام الذهب كسلعة للمضاربة، وفي حال تغير سعر الذهب عالميًا، ما هو تأثير ذلك على القوة الشرائية للدينار؟ وفي حال أصبحت قيمة الذهب كسلعة أعلى من قيمتها كنقود، ربما يدفع ذلك الناس إلى صهر النقود الذهبية وتحويلها إلى معدن لبيعه في الأسواق كسلعة، وسيؤدي ذلك لنقص عرض النقود وتراجع النشاط الاقتصادي، فما هي الآلية التي سيتم من خلالها ضبط ومنع تحويل النقود إلى سلعة؟ ربما تستخدم الدول المعادية لداعش نقطة الضعف هذه للمضاربة على قيمة الدينار ومحاولة شرائه وتحويله وصهر الدينار الذهبي وتحويله لسلعة لوضع مزيد من الضغوط على الدينار وانهياره

يتعامل الناس في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية بعدة عملات، كالليرة السورية والدينار العراقي والدولار، فما هي الآلية والمرحلة الانتقالية التي سيتم بموجبها سحب هذه العملات من التداول تمهيدًا لبدء تداول الدينار والدرهم؟ وما هو سعر الصرف الذي سيتم على أساسه تبديل العملات المحلية بالدينار والدرهم؟

ومن أهم التحديات أمام إصدار الدينار هي تحديد سعر صرفه مقابل العملات العالمية والمحلية؟ فعلى سبيل المثال يحتوي كل دينار على 4.15 غرام ذهب من عيار 12 قراط، ويبلغ سعر غرام  الذهب من عيار 21 قراط 33.1 دولار أمريكي، ويبلغ سعر غرام الذهب بالليرة السورية 5630.94 ليرة بحسب موقع أسعار الذهب اليوم، مما يعني أن قيمة الدينار الواحد تعادل 140.675 دولار كما هو موضح في الجدول، واذا أردنا تحديد سعر صرف الدينار الذهبي مقابل الليرة السورية بالاعتماد على سعر الذهب مقابل الدولار فنجد أن كل دينار ذهبي يعادل 23931.325 ليرة سورية، فإذا أراد شخص شراء سلعة بقيمة عشرة ليرات، فهل هناك أجزاء للعملة يمكن أن تعادل عشرة ليرات؟ مما يفرض قيود كبيرة أمام استخدام الذهب كعملة بسبب ارتفاع قيمة الذهب.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة