د. أكرم خولاني
لا زلنا نتحدث عن أمراض الشتاء، ولعل التهاب القصبات هو من أكثرها انتشارًا بين الأطفال، لذلك سنسلط الضوء في هذا العدد على أهم النقاط المتعلقة بهذا المرض، وخاصة فيما يتعلق بالمسببات وطرق العلاج لأنها ما يهم الأهل ويساعدهم على وقاية أطفالهم من الإصابة بالمرض وكذلك علاجهم عند حدوث الإصابة.
ما هو التهاب القصبات
هو التهاب يصيب الأغشية المخاطية المبطنة للشعب التنفسية التي توصل الهواء من الحنجرة إلى الرئتين ينتج عنه انتفاخ وتوذم في هذه الأغشية وزيادة في سماكتها، مما يسبب زيادة إفراز البلغم والسعال وبالتالي ضيق النفس.
وهناك نوعان من التهاب القصبات؛ الأول هو التهاب القصبات الحاد: يصيب كافة الأعمار ويستمر من أسبوع حتى ثلاثة أسابيع، وهو المقصود حين يقال “التهاب قصبات عند الأطفال”، وهذا النوع سنتحدث عنه في مقالنا هذا. والتهاب القصبات المزمن: وهو يصيب الكبار بسبب التدخين، ويستمر لمدة 3 أشهر أو أكثر، وبشكل متكرر سنويًا.
ما أعراض التهاب القصبات؟
السعال هو العرض الأكثر شيوعًا المرافق لالتهاب القصبات، ويكون في البداية جافًا ثم لا يلبث أن يترافق بالقشع (البلغم) بعد عدة أيام، الأعراض الأخرى تشمل: الشعور بالإرهاق والتعب، القشعريرة، ارتفاع طفيف في درجة الحرارة، الشعور بعدم الراحة في الصدر، أحيانًا يترافق بصعوبة في التنفس وصوت حشرجة وصفير (وزيز).
ما أسباب التهاب القصبات عند الأطفال؟
غالبًا ما ينجم التهاب القصبات عن إنتان فيروسي؛ وهي نفس الفيروسات المسببة للإنفلونزا والزكام، وفي حالات نادرة ينجم عن إنتان بكتيري، وفي كلتا الحالتين يحدث العدوى بسبب العطاس أو السعال من المصابين أو بسبب استخدام أدواتهم الخاصة.
وقد ينجم التهاب القصبات عن التحسس (هواء ملوث، دخان، غبار، حب الطلع.. إلخ) أو عن التغيرات المناخية، وأحيانًا قد ينجم عن دخول مواد غريبة إلى القصبات مثل القيء أو الطعام.
ما الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب دون تأخير؟
ارتفاع الحرارة فوق 38 درجة مئوية، حدوث ضيق نفس وصوت صفير، اشتداد السعال ليلاً لدرجة إيقاظ الطفل أو منعه من النوم، خروج دم مع القشع، استمرار الحالة لفترة أكثر من ثلاثة أسابيع.
كيف يتم العلاج؟
في معظم الحالات يكون الهدف من العلاج هو تخفيف الأعراض الناتجة عن التهاب القصبات لأن السبب هو فيروسي أو تحسسي وسيشفى تلقائيًا، ولذلك ينصح بالتغذية الجيدة، والراحة الكافية، والاستهلاك الكثير من السوائل الدافئة (نعنع، لبلاب، بابونج، زعتر بري)، إجراء تبخير يوميًا (من بخار مغلي أزهار البابونج أو الزعتر البري أو عن طريق إيجاد بخارة بالحمام والجلوس فيها لمدة 10-15 دقيقة)، واستخدام الأدوية المخففة للبلغم والمسكنة للسعال، وكذلك موسعات القصبات في حالة وجود تشنج قصبي.
قد يصف الطبيب المضادات الحيوية عند الشك بوجود إنتان بكتيري (كلاريثرومايسين – سيفالوسبورينات).
ما سبل الوقاية من الإصابة بالتهاب القصبات؟
التغذية السليمة وتناول الخضار والفواكه الطازجة والأسماك واللحوم لأن سوء التغذية هو أحد العوامل المساهمة في الإصابة بالتهاب القصبات.
- إبعاد الأطفال عن المصابين وتجنب مخالطتهم.
- إبعاد الأطفال عن الأماكن المزدحمة.
- إبعادهم عن المدخنين ومنع التدخين داخل المنزل.
- عدم تعريض الطفل للجو الملوث بالغبار أو الأتربة أو الروائح المزعجة والمواد الكيميائية.
- عدم إخراج الطفل من المنزل في الجو البارد وتجنب تعريضه للتغيرات المناخية.
- الالتزام بقواعد الصحة العامة والنظافة.