دير الزور- المدينة المنسية في الثورة السورية
جريدة عنب بلدي – العدد 22 – الأحد – 1-7-2012
• أبو ابراهيم الديري – خاص عنب بلدي
ترزح مدينة دير الزور تحت غطاء من قصف الجيش الأسدي بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة منذ أكثر من عشرة أيام من أجل القضاء على هذه المدينة الثائرة، وكبت الحركة الاحتجاجية فيها التي لم تتوقف حتى خلال الأيام الأخيرة. المدينة وبحسب الكثير من الناشطين وشهادة الأهالي النازحين وبشهادة ضباط الجيش الحر على الأرض باتت تعتبر مدينةً منكوبةً بشكل تام، إذ سويت عدة أحياء منها بالأرض أو دمرت بشكل شبه كامل بما في ذلك البنية التحتية من كهرباء وماء واتصالات. حيث دُمرت أحياء الحميدية والعرضي والعرفي والموظفين والشيخ ياسين والجبيلة والعمال ومناطق من حي القصور وبورسعيد وحي الجورة الذي لايزال يتعرض لحصار خانق وقصف مستمر منذ عدة أشهر.
في بداية الهجوم على المدينة كان الاعتقاد أن القصف سيطال أحياء بعينها دون سواها بسبب تشكيلها النواة الحاوية والحاضنة للجيش الحر، غير أنه ومع بدء الحملة طال القصف كافة الأحياء، حيث دمرت البيوت فوق ساكنيها ولم يسلم نازحو المدن الأخرى من هذا القصف، حيث استشهدت عائلة نزحت من حي بابا عمرو بحمص.
وحاول الجيش الأسدي اقتحام المدينة ولأكثر من مرة على مدى الأيام الماضية وعلى أكثر من محور، غير أن عناصر الجيش الحر كانوا لهم بالمرصاد وكبدوا قوات الأسد خسائر فادحة بشريًا وماديًا ومعنويًا. فلا يمر يوم دون إعطاب عدد من الآليات، كما سيطر الجيش الحر على مقر الدفاع المدني الذي كان يستخدم كنقطة انطلاق للجيش الأسدي بالإضافة إلى كونه نقطة تجمع لهم.
إنسانيًا، تشهد المدينة وضعًا كارثيًا حيث تعرضت معظم المشافي للقصف وأغلق شبيحة النظام قسمًا آخر منها، فلم تعد المشافي المتبقية تستوعب الضغط الهائل في أعداد المصابين، كما اكتظت المشافي الميدانية هي الأخرى بالجرحى والمصابين والشهداء الذين وصل عددهم حتى كتابة هذا التقرير إلى ما يقارب 160 شهيد موثقين بالأسماء. ناهيك عن استهداف الطواقم الطبية والإسعافية في المدينة.
وشهدت المدينة خلال الأيام الأخيرة من القصف حركة نزوح جماعية كبيرة إلى المحافظات المجاورة والمناطق القريبة، حيث شهدت هذه المحافظات ارتفاعًا كبيرًا في إيجارات المنازل نتيجة للعدد الكبير من نازحي مدينة دير الزور. غير أن الهلال الأحمر فرع الحسكة عمل أخيرًا على افتتاح عدد من المدارس والمراكز لاستقبال النازحين من أهالي مدينة دير الزور.
كما تعاني المدينة من نقص في المواد التموينية وانعدامها في بعض المناطق، ذلك أن القصف يمنع الأهالي من الخروج من منازلهم، كما يمنع أصحاب المحلات من فتح محلاتهم. وقد سقط الكثير من الشهداء خلال الأيام الماضية خلال محاولتهم الحصول على رغيف خبز لعوائلهم حيث كان القناصة بانتظار كل ما يتحرك على الأرض وترافق ذلك مع قطع للكهرباء عن أغلب أحياء المدينة، حيث استهدفت القوات الأسدية محطات توليد الكهرباء والمحولات الكربائية في الأحياء.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :