توفي عبد الرزاق مصري، المعروف بـ “الحاج أبو عبدو الفوال”، أشهر وأقدم بائعي الفول في مدينة حلب، عن عمر ناهز 75 عامًا.
ونعى ناشطون من حلب عبر “فيس بوك” اليوم، الأحد 6 من أيار، الحاج “أبو عبدو”، الذي يعتبر من الشخصيات الراسخة في تاريخ المدينة، طوال 62 عامًا مضت، وصنف محله ومن قبله والده كأقدم معالم حلب بعمر تجاوز 116 عامًا.
تجاوزت شهرة “أبو عبدو” حدود حلب، وقصد لقمته الطيبة المحبون من بقية المحافظات السورية، بالإضافة إلى بعض الشخصيات المشهورة من خارج سوريا.
وتحول إلى ماركة شعبية شهيرة في المدينة، منذ زمن والده “عبدو” الذي ارتبط اسم المحل به.
إلا أن أبرز المحطات التي أثرت في مسار “المعلم”، جاءت عقب عام 2011، إذ دمر محله الكائن في حي الجديدة بفعل المواجهات العسكرية حينها.
في مقابلة سابقة مع وكالة “سانا”، أشار “أبو عبدو” إلى وراثة المهنة عن والده الذي عمل بها منذ عام 1901، وانضم لمساعدته عندما كان عمره 12 عامًا في عام 1955، ومن صغره ارتبط بجرة الفول وواظب على مرافقتها.
وقال لموقع “سيريا نيوز”، في تموز 2010، “عندما زار وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو مدينة حلب، وجلس أمام مائدة فاخرة بمطعم كثير النجوم لم يرق له أن يأكل لقمة واحدة، وقال للحضور سمعت عن فول أبو عبدو كثيرًا، وأرغب بتذوقه، وفعلًا هذا ما حصل، ولم يبدأ بالطعام إلا بعد أن أحضر مرافقو الوزير صحن فول من عندي”.
وأضاف “هناك الكثير من الفنانين و المشاهير يأكلون الفول من عندي كالفنان صباح فخري وسابقًا محمد شكري، وكثير من الممثلين كالفنان حسن دكاك”.
ذكريات مرتبطة بـ”أبو عبدو” لا يمكن أن ينساها أهالي حلب، ففي الساعة السادسة صباحًا يبدأ بتحضير الفول ومكملاته من طحينة وحمض وخضار وتوابل وغيرها، ويستمر بالعمل لأكثر من عشر ساعات، رغم شيخوخته.
وقال في مقابلة تلفزيونية، أواخر 2017، “أعمل متواصلًا منذ 62 عامًا وعندما لا أعمل أتعب”.
التقت عدة وسائل إعلام عالمية “أبو عبدو”، وأضاف “كل الناس شاهدتني بالتلفزيون، لكنني لم أر نفسي قط لأنني لا أستطيع ترك المحل”.
وأشار إلى أن 95% من زبائنه هم “زبائن أصيلة”، أي أن الزبون ووالده وجده اعتادوا على شراء الفول من عنده.
على مدار 60 عامًا مضت، رفض “أبو عبدو الفوال” أن ينادي له أحد باسمه عبد الرزاق، و إنما باسم “أبو عبدو” مبررًا ذلك “ببقاء اسم أبو عبدو دائم الذكر يتوارثه الأجيال جيلًا بعد جيل”.