تسعى قوات الأسد لاستكمال تأمين العاصمة السورية دمشق من وجود أي جيب تسيطر عليه المعارضة السورية أو تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وتعمل قوات الأسد على ثلاثة ملفات منفصلة، هي التفاهم على نقل مقاتلي وأهالي أحياء جنوبي دمشق إلى الشمال، وتنفيذ اتفاق “المدن الخمس”، واستكمال العمليات العسكرية ضد تنظيم “الدولة”.
وتمكنت القوات مع الميليشيات المساندة لها من التقدم على حساب تنظيم “الدولة”، جنوبي دمشق، ضمن الحملة العسكرية التي تسعى من خلالها إلى السيطرة الكاملة على المنطقة.
وسيطرت بشكل كامل على الجزء الغربي الجنوبي من حي الحجر الأسود، بعد تقدمها على عدة محاور في القسم الشمالي من الحي.
هذا التوسع جاء بعد فصل الحجر الأسود عن مخيم اليرموك، ما شتت نفوذ تنظيم “الدولة” في جيبين لا تتجاوز مساحة كل منهما 100 كيلو متر مربع.
ولم يعلق تنظيم “الدولة” على تراجعه في المنطقة، لكنه أعلن عن مقتل 180 عنصرًا من القوات المقتحمة، بحسب إحصائية نشرتها صحيفة “النبأ” التابعة له، الخميس 3 من أيار.
المعارضة من جنوبي دمشق إلى الشمال
الحملة العسكرية التي بدأتها قوات الأسد على مناطق جنوبي دمشق، قبل أسبوعين توصلت خلالها لاتفاق مع فصائل المعارضة بالخروج من بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم، إلى الشمال السوري، في اتفاق مشابه لاتفاقات سابقة في الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي، ويقضي الاتفاق بخروج مقاتلي المعارضة إلى الشمال بسلاحهم الفردي وبضمانة روسية.
وقال الوفد المفاوض عن أحياء جنوبي دمشق في بيان، الأحد 29 من نيسان الماضي، إنه توصل مع النظام بوساطة مركز المصالحة الروسي إلى اتفاق لبداية التحضير لإخراج رافضي المصالحة مع عائلاتهم من المنطقة.
وخرجت دفعتان من الجنوب، على أن يستمر خروج المقاتلين إلى شمالي سوريا حتى الثلاثاء 8 من أيار، بحسب ما أفاد مدير تجمع “ربيع ثورة”، إسماعيل مطر، عنب بلدي.
وانسحبت فصائل المعارضة من جبهاتها مع تنظيم “الدولة الإسلامية” جنوبي دمشق، وسلّمتها للجانب الروسي، في 30 من نيسان الماضي.
وقالت مصادر مطلعة لعنب بلدي، قبل أيام، إن انتهاء تسليم النقاط سيكون بعد الانتهاء من ملف مخيم اليرموك، الذي أخليت العوائل منه إلى الشمال السوري.
صفقات مع تنظيم “الدولة”
بالتزامن مع المعارك الدائرة بين تنظيم “الدولة” وقوات الأسد توصل الطرفان لاتفاق يقضي بتبادل معتقلات للأخير مع جثث مقاتلين تابعين للقوات قتلوا خلال الحملة العسكرية.
وقالت مصادر إعلامية في مخيم اليرموك لعنب بلدي إن قوات الأسد عرضت على التنظيم التفاوض على أسرى وقتلى إضافةً إلى 11 أسيرًا أعدمهم التنظيم.
وبحسب المصادر، فإن التنظيم قدم مئات الأسماء من المعتقلات والمعتقلين لإطلاق سراحهم مقابل تسليم جثث قتلاه.
وأضافت أن النظام وافق على عملية التبادل ونجح بإطلاق سراح عدد من المعتقلين قد يصل إلى 100، ومن بينهم عائلة من يبرود في القلمون الشرقي، بينما تحجج النظام بأن بقية الأسماء المطلوبة مفقودة إما مختفين أو قتلى.
اتفاق مخيم اليرموك يُستأنف
دخل اتفاق مخيم اليرموك- كفريا والفوعة (المعروف بالمدن الخمس) حيز التنفيذ مطلع أيار الحالي، وأوضحت وكالة “إباء” التابعة لـ “هيئة تحرير الشام” أن الاتفاق كان بشكل مباشر مع الجانب الإيراني.
وكانت 22 حافلة دخلت إلى بلدتي كفريا والفوعة من مدينة حلب لنقل 1500 من مقاتلي وأهالي البلدتين إلى مركز “جبرين” للإقامة المؤقتة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، لكن أهالي البلدتين رفضوا الخروج بشكل جزئي.
وأقر اتفاق “المدن الخمس” بعد لقاءات جرت بين ممثلين عن فصيل “حركة أحرار الشام الإسلامية” و “تحرير الشام” مع ممثلين عن إيران في العاصمة القطرية الدوحة.
وقضى الاتفاق الموقع، مطلع العام 2017، بوقف إطلاق النار في كل من الزبداني، مضايا، جنوبي دمشق، كفريا، الفوعة، تفتناز، بنش، طعوم، مدينة إدلب، مزارع بروما، زردنا، شلخ، معرة مصرين، ورام حمدان.
ونص على خروج أهالي بلدتي كفريا والفوعة، مقابل إخراج مقاتلي الزبداني ومضايا وبلودان في ريف دمشق، وجميعهم توجهوا إلى الشمال العام الماضي.
لكن إخراج أهالي بلدتي كفريا والفوعة لم يُستكمل آنذاك، بسبب تعرقل المفاوضات بين الجانبين ولارتباطه بملف مخيم اليرموك جنوبي دمشق.