المجتمع المدني.. تعريفه ومهامه

  • 2018/05/06
  • 11:54 ص
منصور العمري

منصور العمري

منصور العمري

شاع استخدام تعبير “المجتمع المدني” في النقاشات السياسية والاقتصادية في الثمانينيات، عندما بدأ بالتشكل من خلال حركات غير تابعة للدولة تتحدى الأنظمة الاستبدادية، خاصة في وسط وشرق أوروبا وأمريكا اللاتينية.

يغطي نشاط المجتمع المدني نطاقًا واسعًا يشكل فضاءً عامًا بين الدولة والسوق والأسرة العادية، إذ يمكن لناشطي المجتمع المدني نقاش قضايا محددة والتحرك من أجلها، وقد يمثلون تكوينات وفئات وشرائح اجتماعية مختلفة.

يمكن أن يشمل ذلك أي نشاط جماعي طوعي يجتمع فيه الناس لتحقيق تغيير في قضية معينة، باستثناء الأحزاب السياسية التي تضمها بعض التعاريف إلى المجتمع المدني إن لم تكن مشاركة في الحكومة، وتستثنيها بعض التعاريف الأخرى، ولكن بكل الأحوال تجمع التعريفات على البعد السياسي للمجتمع المدني.

وفقًا للبنك الدولي يشير تعبير المجتمع المدني إلى مجموعة واسعة من المنظمات: المجموعات الأهلية، المنظمات غير الحكومية، النقابات العمالية، مجموعات السكان الأصليين، المنظمات الخيرية والدينية، الجمعيات المهنية، المؤسسات.

أما الأمم المتحدة، فتعرف “المجتمع المدني” على أنه القطاع الثالث من قطاعات المجتمع مع الحكومة وقطاع الأعمال. ويتكون قطاع المجتمع المدني حسب الأمم المتحدة من منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية.

يشمل المجتمع المدني أيضًا جماعات الضغط الدينية، وبشكل عام، يضم المنتديات الاجتماعية والثقافية والشبابية، والحركات النسوية والطلابية، والهيئات الحرفية والمراكز البحثية ومراكز الدراسات غير الحكومية والمؤسسات الدينية غير الخاضعة لسلطة الدولة، وغرف التجارة والصناعة والنقابات والاتحادات وغيرها.

وظائف المجتمع المدني

يشارك المجتمع المدني في الدفاع عن حقوق الشعب ورغباته، بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، الحقوق الصحية والبيئية والاقتصادية.  يؤدي المجتمع المدني واجبات مهمة في ضبط وتوازن الديمقراطيات، لذلك لديه القدرة على التأثير على الحكومة وتحميلها المسؤولية. المجتمعات المدنية الحرة والنشطة هي مؤشر على ديمقراطية تشاركية سليمة. عندما يتم تعبئة المجتمع المدني الذي يطلق عليه أحيانًا “القطاع الثالث” (بعد قطاعي الحكومة والتجارة)، يكتسب القدرة على التأثير في تصرفات صناع السياسة المنتخبين وقطاع الأعمال.

مع ذلك، لا يمكن لمنظمات المجتمع المدني العمل بفاعلية كبيرة، إلا في الأماكن التي تضمن حرية الكلام والتجمع، بعكس الوضع في أغلب دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومنها سوريا.

تتطور طبيعة المجتمع المدني ووظائفه، استجابة للتطورات أو التغيرات الكبرى أو حتى الأكثر دقة داخل المجتمعات، وباختلاف أنظمة الحكم تختلف أهداف ووظائف المجتمع المدني وهويته العامة.

قد يكون من أهم وظائفه حملات حقوق الإنسان في المجتمعات القمعية، بينما يركز على تحسين الصحة والتعليم ومستويات المعيشة في الدول المتقدمة والنامية.

أما في الدول التي تشهد حروبًا، تجبر الطبيعة المتغيرة للحرب المجتمع المدني على العمل بشكل مختلف عنه في الدول المستقرة. أكثر من يتحمل تكاليف الصراع في سوريا مثلًا، هم الناس العاديون. المدنيون غير المقاتلين هم الأهداف الرئيسية لنظام بشار الأسد في سوريا، المسؤول قانونًا عن جميع ما يجري على أراضي الدولة التي يحكمها ويدعي السيادة عليها. لكنه يستهدف الحواضن الشعبية المدنية لمعارضيه بالحصار والقتل وتدمير المنازل والتهجير والاعتقال والتعذيب. كما تقوم جماعات أخرى مثل النصرة وداعش وغيرها بارتكاب جرائم واستهداف غير قانوني.

الوفيات بين المدنيين هي الغالبية العظمى من جميع الضحايا. التهجير القسري والمجازر واستهداف النساء والأطفال والصحفيين والعاملين في المجال الصحي، واختطاف الأطفال لتجنيدهم، وتدمير المدن والأبنية المدنية والمدارس والمستشفيات، والبيئة، والانهيار الاقتصادي يخلق هوة عميقة في المجتمع، وموروثات كارثية من المرارة والخوف والانقسام. هذه هي بعض الأسباب التي تجعل الأطراف الفاعلة في المجتمع المدني تشعر بأنها مضطرة لاستخدام طاقتها وإبداعها لإيجاد بدائل للعنف، ولإنهاء الحروب ومنعها من البدء أو التكرار، لا التنازل المرحلي الذي من شأنه تعميق الهوة المجتمعية أكثر مما هي عليه، والتكيف مع القتل والظلم بدلًا من مناهضته.

من أهم خصائص المجتمع المدني:

الاستقلالية عن الحكومة، فيجب أن تتمتع مؤسساته ومنظماته باستقلالية حقيقية عن سلطة الحكومة سواء في النواحي المالية أو الإدارية أو التنظيمية، وأن يكون لديها هامش من الحرية لا تتدخل الحكومة فيه.

بالإضافة إلى عدم السعي إلى تحقيق الربح المالي المقصود، أي إن مؤسسات المجتمع المدني لا تقوم على أساس تجاري غايته الربح كما هو الحال في قطاع الأعمال أو القطاع الخاص.

——————————————

مصادر

الأمم المتحدة

خدمة بي بي سي

المنتدى الاقتصادي العالمي

هاينريش بول ستيفتونغ

التجمع من أجل سوريا

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي