جمدت الولايات المتحدة الأمريكية الدعم المالي عن منظمة “الدفاع المدني” (الخوذ البيضاء)، التي يتركز عملها الطبي والإنساني في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري.
وذكرت شبكة “CBS News” الأمريكية اليوم، الجمعة 4 من أيار، أن “الخوذ البيضاء” لا يحصلون حاليًا على أي تمويل من الولايات المتحدة، وتقول وزارة الخارجية الأمريكية إن الدعم “قيد المراجعة النشطة”.
وأشارت، بحسب ترجمة عنب بلدي، إلى أن قيمة الدعم المقدم من أمريكا يصل إلى حوالي ثلث التمويل الإجمالي لـ”الدفاع المدني”.
وقال مدير “الدفاع المدني”، رائد صالح، للشبكة “كانت اجتماعاتنا في شهر آذار إيجابية للغاية، وطرحت ملاحظات من كبار المسؤولين الأمريكيين حول الالتزامات طويلة الأجل حتى عام 2020، ولم تكن هناك أي اقتراحات على الإطلاق بشأن وقف الدعم”.
ولم تتلق “الخوذ البيضاء” أي تصريح رسمي من الحكومة الأمريكية بأن المساعدات النقدية قد توقفت بالكامل، لكن المسؤولين عنها أكدوا أن أموالهم قد تم قطعها.
وبحسب صالح لدى “الدفاع المدني” خطة طوارئ إذا توقف التمويل لمدة شهر أو شهرين، لكنهم قلقون من التجميد على المدى الطويل.
وقال صالح “إذا كان هذا وقفًا طويل الأمد أو دائمًا، فسيكون لذلك تأثير خطير على قدرتنا على توفير نفس مستوى ونوعية الخدمات التي نقدمها حاليًا للمدنيين”.
وتأسست منظمة الدفاع المدني المعروفة بـ “الخوذ البيضاء”، في أواخر العام 2012 ومطلع العام 2013، ومع تصعيد النظام وتزايد استخدامه للقصف الجوي، أسست هذه المجموعات التي نظمت نفسها بهيكلية مراكز تطوعية بسرعة، وظهرت أولى المراكز في مدينة حلب ودوما والباب.
وبعد تشكيل مراكز فردية تجمعت هذه المجموعات على مستوى المحافظة، وبدأت بالتواصل مع بعضها البعض لمساعدة المجتمعات المحلية.
ووصل عدد المتطوعين إلى حوالي 3470 عنصرًا، منتشرين في جميع الأراضي السورية، وتمكنوا من إنقاذ الآلاف من المدنيين.
وقالت وثيقة داخلية لوزارة الخارجية نقلتها الشبكة إن مكتبها في الشرق الأدنى بحاجة إلى تأكيد من الإدارة على تمويل أخضر لـ”الخوذ البيضاء” في سوريا بحلول، 15 من نيسان الماضي، أو أن تبدأ الإدارة “إجراءات الإغلاق على أساس متجدد”.
وأضافت الوثيقة أيضًا أنه يجب إعلام الإدارة بحلول 6 من نيسان بأنها تستطيع مواصلة البرامج التي تركز على إزالة الألغام الأرضية، واستعادة الخدمات الأساسية وتوفير الطعام للقوى المعتدلة وعائلاتهم أو أنه يجب إغلاق هذه البرامج أيضًا.
ومع ذلك، لا يتحدث مسؤولو الحكومة الأمريكية عن تاريخ انقطاع التمويل الفعلي لكل برنامج، مما يؤدي إلى الارتباك.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب جمد مبلغ 200 مليون دولار من تمويل الولايات المتحدة لجهود الإنعاش في سوريا، أواخر آذار الماضي.
وأوضحت الشبكة أن هذا التجميد يعني أن الدعم الأمريكي لـ”الخوذ البيضاء” ليس هو المشروع الوحيد المعرض للخطر، إذ يوجد العديد من جهود التثبيت الأخرى التي تدعمها الولايات المتحدة، بما في ذلك إزالة الأجهزة المتفجرة، وإعادة الكهرباء، وإعادة بناء المدارس، والحصول على المياه.
وعلى أساس ما سبق يعمل المسؤولون الأمريكيون على معرفة ما إذا كانت هناك طريقة لتعديل التمويل الحالي لتغطية تكاليف هذه المشاريع، كما أنهم يحاولون الحصول على بلدان أخرى مثل ألمانيا، لتغطية بعض التكاليف.
ونال عناصر “الخوذ البيضاء” شهرة واسعة للأعمال التي قدموها، وتم تقديمهم في أفلام وثائقية أبرزها “الخوذ البيضاء” الذي نال جائزة أوسكار عن أبرز فيلم وثائقي العام الماضي.
–