العقوبات الغربية ترغم روسيا على خفض إنفاقها العسكري
تراجع الإنفاق العسكري الروسي “بشكل كبير”، العام الماضي لأول مرة منذ 1998.
وفي تقرير لمعهد “ستوكهولم” الدولي لأبحاث السلام صدر اليوم، الأربعاء 2 من أيار، أرجع فيه سبب تراجع الإنفاق الروسي إلى سلسلة العقوبات الاقتصادية الغربية التي هزت خزائن الحكومة الروسية، بحسب وكالة “فرانس برس”.
ورغم تنامي التوتر بين موسكو والغرب، بلغت كلفة الإنفاق العسكري الروسي العام الماضي، 66.3 مليار دولار (45.9 مليار يورو)، أقل بعشرين بالمئة عن 2016، وفقًا لدراسة المعهد.
أما آخر مرة اضطرت فيها موسكو لخفض إنفاقها العسكري فكانت في 1998، عندما وصلت البلاد إلى أزمة اقتصادية شهدت آنذاك ذروتها.
ورغم تلك العقوبات، “الا يزال التطوير العسكري يشكل أولوية في روسيا”، وفق تصريحات الباحث الرفيع المستوى في المعهد، سيمون ويزمان، الذي أكد أن “المشاكل الاقتصادية التي واجهتها روسيا منذ 2014 قيدت ميزانيتها العسكرية”.
ويتزامن ذلك مع تمديد الخزانة الأمريكية للمهلة الممنوحة لثلاث شركات روسية للحد من علاقاتها مع الملياردير الروسي، أوليغ ديريباسكا،في حال رغبتها بتجنب عقوبات أمريكية تشمله.
وجاءت العقوبات الأمريكية على شخصيات مقربة من الكرملين وشركات، على خلفية الاتهامات بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016.
كما تزيد الانقسامات العميقة بشأن النزاع السوري، وعملية تسميم جاسوس سابق في بريطانيا من توتر العلاقات مع حلف شمالي الأطلسي التي انخفضت إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة.
وعملت روسيا على حماية ميزانيتها الدفاعية “بشكل كبير حتى الآن”، عندما اختارت خفض ميزانيتها المخصصة لقطاعات أخرى كالبنى التحتية والتعليم.
لكن في 2017 رأت للمرة الأولى أن لا خيار لديها إلا توسيع نطاقها، وفق ويزمان.
أما الإنفاق العسكري في أوروبا الغربية فقد ازداد بـ 1.7% والوسطى بـ 12% في 2017، مدفوعًا “جزئيًا بالوعي بتنامي التهديد من روسيا”.
في حين بقيت الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الأكبر في الإنفاق الذي بلغ 610 مليارات دولار، وبالتالي صرفت على جيشها أكثر من الدول السبع الأكثر إنفاقًا على القطاع مجتمعة، وهي الصين والسعودية وروسيا والهند وبريطانيا واليابان، وفقًا لتقرير المعهد.
وارتفع الإنفاق العسكري في الشرق الأوسط بنسبة 6.2% في 2017، فيما نما الإنفاق السعودي بنسبة 9.2% في نفس العام.
كذلك سجلت إيران زيادة في الإنفاق بنسبة 19%، والعراق 22%.
وأفاد المعهد المستقل أن الإنفاق العسكري العالمي بلغ أعلى مستوى له منذ نهاية الحرب الباردة، إذ وصل إلى 1.739 تريليون دولار في 2017.
وأبدى رئيس المعهد الدولي قلقه من استمرار المصاريف العسكرية العالمية المرتفعة، التي تشير إلى أنه “يقوض جهود البحث عن حلول سلمية للنزاعات حول العالم”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :