عقم‭ ‬الحلول

  • 2014/11/16
  • 11:40 م

عنب بلدي – العدد 143 – الأحد 16/11/2014

افتتاحية العدد

شهد‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬تحركات‭ ‬سياسية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المبعوث‭ ‬الأممي‭ ‬ستيفان‭ ‬دي‭ ‬ميستورا،‭ ‬الذي‭ ‬اجتمع‭ ‬بالأسد‭ ‬وأجرى‭ ‬مباحثات‭ ‬في‭ ‬دمشق،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬زار‭ ‬معاذ‭ ‬الخطيب،‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬للائتلاف‭ ‬المعارض،‭ ‬موسكو‭ ‬مفاوضًا‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الروسي‭ ‬سيرغي‭ ‬لافروف‭.‬

اقترح‭ ‬دي‭ ‬ميستورا‭ ‬تجميد‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬حلب،‭ ‬كبادرة‭ ‬للبدء‭ ‬بمفاوضات‭ ‬سياسية؛‭ ‬رفض‭ ‬الائتلاف‭ ‬المبادرة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يطلع‭ ‬عليها،‭ ‬معتبرًا‭ ‬أنها‭ ‬تخدم‭ ‬نظام‭ ‬الأسد‭ ‬وحده‭.‬

اقترح‭ ‬الخطيب‭ ‬على‭ ‬موسكو‭ ‬التفاوض‭ ‬حول‭ ‬سبل‭ ‬إنهاء‭ ‬الصراع،‭ ‬لكنه‭ ‬أصر‭ ‬على‭ ‬‮«‬ضرورة‭ ‬رحيل‭ ‬الأسد‮»‬،‭ ‬رد‭ ‬الائتلاف‭ ‬عبر‭ ‬مدير‭ ‬مكتبه‭ ‬الإعلامي‭ ‬بالرفض‭ ‬والتشكيك،‭ ‬بحجة‭ ‬ضرورة‭ ‬‮«‬التشاور‮»‬‭ ‬قبل‭ ‬القيام‭ ‬بزيارة‭ ‬‮«‬فردية‮»‬‭ ‬من‭ ‬فريق‭ ‬ليس‭ ‬محسوبًا‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬أو‭ ‬المعارضة؛‭ ‬بطريقة‭ ‬أخرى‭ ‬يكمن‭ ‬الاعتراض‭ ‬في‭ ‬كون‭ ‬المبادرة‭ ‬لم‭ ‬تمرّ‭ ‬عبر‭ ‬الائتلاف‭ ‬أو‭ ‬تنطق‭ ‬باسمه‭.‬

بالتأكيد،‭ ‬لا‭ ‬تحقق‭ ‬المبادرات‭ ‬المطروحة‭ ‬رؤية‭ ‬المعارضة‭ ‬ولا‭ ‬تخدم‭ ‬الثورة،‭ ‬وربما‭ ‬تهدف‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬إلى‭ ‬إيقاف‭ ‬نزيف‭ ‬الدم،‭ ‬إذ‭ ‬يعني‭ ‬إيقاف‭ ‬القتال‭ ‬في‭ ‬حلب‭ ‬لوحدها،‭ ‬تخفيف‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬قوات‭ ‬الأسد،‭ ‬للالتفات‭ ‬إلى‭ ‬جبهات‭ ‬محتدمة‭ ‬أخرى‭.‬

رغم‭ ‬ذلك،‭ ‬فعلى‭ ‬قرار‭ ‬ثوار‭ ‬حلب‭ ‬أن‭ ‬يتسم‭ ‬بالعقلانية‭ ‬والتحليل‭ ‬المنطقي‭ ‬لقابل‭ ‬الأيام،‭ ‬والنظر‭ ‬فيما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬مقاتلو‭ ‬المعارضة‭ ‬سيتمكن‭ ‬من‭ ‬إيقاف‭ ‬مدّ‭ ‬الأسد‭ ‬وتجنيب‭ ‬المدينة‭ ‬الحصار‭.‬

حدود‭ ‬حلب‭ ‬مفتوحة‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سنتين‭ ‬مع‭ ‬الجانب‭ ‬التركي،‭ ‬وإذا‭ ‬تمكنت‭ ‬الفصائل‭ ‬من‭ ‬التوحد‭ ‬تحت‭ ‬راية‭ ‬واحدة،‭ ‬فإن‭ ‬احتمال‭ ‬تنظيم‭ ‬عمل‭ ‬عسكري،‭ ‬ينهك‭ ‬النظام‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬جبهة،‭ ‬كبير‭ ‬بيد‭ ‬أنه‭ ‬يحتاج‭ ‬لدراسة‭ ‬وتخطيط‭ ‬والتزام‭ ‬بالاستراتيجية‭.‬

القوة‭ ‬الضاربة‭ ‬في‭ ‬حلب‭ ‬هي‭ ‬الحاضنة‭ ‬الشعبية،‭ ‬التي‭ ‬أرهقتها‭ ‬براميل‭ ‬الأسد‭ ‬منذ‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬الجاري،‭ ‬وبيدها‭ ‬تحريك‭ ‬الدفة‭ ‬نحو‭ ‬دعم‭ ‬فصائل‭ ‬المعارضة‭ ‬أو‭ ‬الوقوف‭ ‬بوجهها،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يراعي‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬يتخذه‭ ‬العسكر‭ ‬مطالب‭ ‬الأهالي،‭ ‬الذين‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ -‬إلى‭ ‬الآن‭- ‬يطالبون‭ ‬بالتوحد‭ ‬ويرفضون‭ ‬‮«‬الاستسلام‭ ‬والرضوخ‭ ‬للأسد‮»‬‭.‬

عودًا‭ ‬على‭ ‬بدء،‭ ‬لن‭ ‬تستطيع‭ ‬المبادرات‭ ‬تحقيق‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬مآربها،‭ ‬مالم‭ ‬تنظر‭ ‬في‭ ‬هموم‭ ‬الشعب‭ ‬المذبوح‭ ‬وآلامه‭.‬

هيئة‭ ‬التحرير

مقالات متعلقة

رأي

المزيد من رأي