عنب بلدي – العدد 143 – الأحد 16/11/2014
أطلق المجلس المحلي لمدينة داريا الأسبوع الماضي حملةً باسم «صمود ثورة» تزامنًا مع مرور عامين كاملين على الحملة العسكرية التي شنتها قوات الأسد على المدينة بهدف اقتحامها، وذلك تأكيدًا على استمرار روح الثورة في المدينة، وإصرار الثوار الذين يتعرضون منذ عامين لمحاولات الاقتحام والقصف بكافة أنواع الأسلحة، وسط تهجير أكثر من 250 ألف مدنيًا، وسقوط ما يزيد عن 550 برميلًا ألحق الدمار ببنية المدينة.
وتتضمن الحملة التي يشرف عليها المكتب الإعلامي للمجلس المحلي بالتعاون مع مكتب الخدمات في المدينة، نشاطاتٍ ميدانيةً وإعلاميةً، تسلط الضوء على «بطولة أبناء داريا خلال عامين من الحصار، وتبرز معاناة أهلها المحاصرين والمهجرين» بحسب المنظمين.
وقد نظمت خلال الحملة عدة فعاليات، توزعت حسب الجهة المستهدفة بشكل أساسي (داخل المدينة وخارجها)، إذ عمل كادر المكتب الإعلامي بمساعدة المكاتب الأخرى للمجلس وبالتعاون مع بعض المدنيين، على تنظيف الشوارع الرئيسية من الأنقاض والركام الناتج عن القصف.
وعمد الكادر إلى طلاء جدران المدينة وأرصفتها، بالإضافة إلى ترميم مقبرة الشهداء وتجديد شاهدات قبورهم وتوثيق صورهم وأسمائهم، وتوزيعها في عدة أماكن ضمن المدينة تقديرًا لتضحيتهم.
ونظم القائمون على الحملة نشاطًا مدنيًا لوقفة احتجاجية غنائية لمجموعة من الأطفال المحاصرين، رفعوا فيها شعاراتٍ تدعو إلى إعطائهم حق الطفولة في العيش بسلام، كذلك طلاب داريا المحاصرين بسلسلة طلابية في أحدى المدارس المدمرة، وجهوا خلالها رسالةً للمجتمع الدولي والعالم مطالبين بإنقاذ مستقبلهم من الحرب المستمرة منذ 3 سنوات.
واستهدفت الحملة وسائل الإعلام واللاجئين السوريين، فقد أطلق المكتب الإعلامي حملة إلكترونية مرتبطة بالحملة الميدانية وتحمل اسمها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقد بثت خلالها موادٌ إعلامية تنوعت بين صور وفيديوهاتٍ عن نشاطات الحملة بهدف الترويج الإعلامي، وانعكس ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الفيسبوك وحسابات الناشطين الذين تضامنوا مع أهل المدينة ومقاتليها.
وفي السياق، نظم تجمع حرائر داريا باعتصامٍ سلميٍ في البقاع اللبناني، رفعت السيدات المشاركات فيه اسم الحملة للتذكير شعاراتٍ تدعو إلى السلام، ووزعن على السيارات والمارة ورودًا بيضاء، ومنشوراتٍ تعرُف بداريا وأبرز الأحداث فيها منذ بداية الثورة.
وأفاد أحمد أحد أعضاء المكتب الإعلامي لعنب بلدي، أن الحملة وجهت رسائل عديدة، على عدة مستويات، إذ حاولت إيصال صورة فحواها «نحن لا نستسلم، ننتصر أو نموت، نحن شعبٌ مسالمٌ نريد الحياة» إلى نظام الأسد، وإلى أهالي المدينة المهجرين «ما دمرته قوات الأسد سنعيده بهمة شبابنا».
وبحسب المكتب الإعلامي كان صدى الحملة في المدينة إيجابيًا، خصوصًا لتزامنها مع ذكرى عامين من الصمود، مع عدم إنكار وجود بعض الاصوات التي عارضت الحملة «لأسباب واهية، سرعان ما كانت تخفت عند مواجهتها».
«حسام» أحد الإعلاميين المسؤولين عن الحملة، أفاد عنب بلدي أن الحملة «استطاعت إثبات أن عددًا قليلًا من الثوار يستطيع صنع الفارق، وأن الثورة الحق تتثمل في العمل التطوعي والتصدي لأمورٍ ينظر إليها الآخرون على أنها أمور ثانوية».
يذكر أن أعداد شهداء مدينة داريا وصل إلى أكثر من 2120 شهيدًا، منهم 1131 منذ بداية حملة قوات النظام على المدينة بتاريخ 8 تشرين الأول من عام2012، قضى 45 آخرون تحت التعذيب، و145 مفقودًا، 1916 معتقلًا، وأكثر من 6600 مدني مازال محاصرًا داخلها.