توصلت الفصائل العسكرية العاملة جنوبي دمشق إلى اتفاق مع النظام السوري يقضي بخروجهم إلى الشمال السوري بسلاحهم الفردي، وبضمانة روسية.
وفي بيان نشره وفد الفصائل اليوم، الأحد 29 من نيسان، قال فيه إنه توصل مع النظام بوساطة مركز المصالحة الروسي إلى اتفاق، لبداية التحضير لإخراج رافضي إتمام المصالحة مع عائلاتهم من المنطقة إلى الشمال.
وأضاف أن عملية الخروج ستكون بعد تأمين جبهات المنطقة بشكل كامل.
ويمكن للراغبين بالبقاء في المنطقة أن يقوموا بتسليم سلاحهم للشرطة العسكرية الروسية، وإكمال التسوية مع قوات الأسد، وتقع مسؤولية حماية المنطقة بعد الخروج على عاتق الشرطة الروسية.
كما يلتزم النظام السوري بتقدم الدعم الإنساني للمتبقين في مدن ببيلا وبيت سحم ويلدا، وتأمين عودة المؤسسات الخدمية والاقتصادية والتعليمية.
ولم تعلق روسيا والنظام على الاتفاق، بينما تستمر حملة القصف الجوية على المناطق التي يسيطر عليها التنظيم و”هيئة تحرير الشام”.
وتسيطر المعارضة على بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم والقدم، وتعيش هدنة منذ سنوات، وكانت انضمت إلى اتفاق “تخفيف التوتر”، في تشرين الأول الماضي، بعد دخول الجانب المصري كطرف ضامن.
وسبق الاتفاق الحالي اتفاق مبدئي وقعته الفصائل مع روسيا والنظام السوري، في 24 نيسان الحالي، وأفضى إلى مصالحة في المنطقة، وخروج من لا يرغب بتسوية أوضاعه.
وجاء الاتفاق حينها ضمن اجتماع بين الوفد العسكري عن بلدات جنوبي دمشق (يلدا، ببّيلا، بيت سحم) وروسيا عن طريق الجنرال ألكسندر زورين والنظام السوري ممثلًا بالإعلامية، كنانة حويجة قرب حاجز ببيلا- سيدي مقداد.
وتمت مناقسة الحملة العسكرية التي تشنها قوات الأسد والميليشيات المساندة لها على مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، والخروقات التي تطال مناطق سيطرة فصائل المعارضة.
وضمن الاتفاق المبدئي تثبيت أماكن القطاعات بحيث يمنع استهدافها أو اقتحامها من قوات الأسد، والاتفاق على عدم دخولها إلى حي الزين الفاصل مع مناطق سيطرة التنظيم.
وبحسب بيان الوفد العسكري، يمنح تأجيل لمدة ستة أشهر لأصحاب الوضع التجنيدي (تخلف، احتياط)، ويمكن لمن لا يرغب بالتطوع من الذين قاموا بتسوية أوضاعهم أن يخدموا في صفوف “الجيش السوري”.
وكانت مصادر عسكرية ربطت إنهاء ملف جنوبي دمشق بانتهاء ملف دوما في الغوطة، والتي بقيت بعد تهجير الآلاف من القطاع الأوسط وحرستا إلى الشمال السوري.
وقالت المصادر، مطلع نيسان الحالي، إن روسيا أخبرت لجنة المفاوضات بأنه لا خروج حتى الانتهاء من ملف تنظيم “الدولة” في مخيم اليرموك والحجر الأسود.
وأضافت المصادر أن روسيا “فرضت مشاركتهم في المعارك ضد التنظيم”.
ولفتت إلى أن شيوخ البلدات الممثلين في اللجنة لكل من يلدا وببيلا وبيت سحم، يحضرون المفاوضات، مشرة إلى أن “البعض يرى أولوية لقتال التنظيم أي أنه لا خروج من المنطقة حتى إنهاء ملفه”.