القيادة الموحدة في حلب.. ولادة قريبة بعد مخاض عسير..

  • 2014/11/16
  • 10:47 م

حوار: ليان الحلبي

تعيش مدينة حلب منعطفًا تاريخيًا خطرًا، إذ تشهد ارتفاع وتيرة هجمات قوات الأسد على المحور الشمالي، وقد قاربت على فرض حصار يمنع دخول الذخائر والمواد التموينية والطبية إلى الأحياء المحررة من المدينة.

من جهة أخرى فإن تواجد تنظيم «الدولة الإسلامية» في الريف الشرقي، جعل من التشتت العسكري والمدني داخل المدينة محتملًا، لذا أصبحت الحاجة ملحة لإنشاء إدارة موحدة تجمع المجالس الثورية، المدنية والعسكرية، تحت إمرة قيادة موحدة، لإيقاف الخطر الذي يكاد يطيح بأهم وأكبر معاقل الثورة في سوريا.

عنب بلدي أجرت لقاءً مع صقر أبو قتيبة، نائب قائد جيش المجاهدين، وأحد الأسماء المرشحة للقيادة العسكرية في الإدارة الجديدة المرتقبة، ودار اللقاء حول المحاور التالية:

لماذا، وفي هذا الوقت بالذات، قررتم العمل بجدية حول موضوع القيادة الموحدة رغم أن الأصوات المطالبة بها كانت تطالب بذلك منذ فترة طويلة؟

شهدت المدينة ضغوطات كبيرة من قبل النظام وداعش، حيث قطعت بعض الطرق الرئيسية، كالطريق المؤدي للرقة والطريق المؤدي للريف الشمالي، فلم يعد هناك سوى طريق الكاستيلو المهدد أيضًا بالانقطاع، ما أحدث تخوفًا حقيقيًا من الحصار، ناهيك عن إلقاء القبض على عدة خلايا نائمة للنظام داخل مدينة حلب الفترة الماضية.

هذه المخاطر جعلت الجميع يبدأ بالتفكير بجدية، بضرورة إنشاء غرفة قيادة أو إدارة موحدة للعمليات العسكرية داخل مدينة حلب، فجاء طرح موضوع القيادة الموحدة، ثم عُدّل لمجلس إدارة عام، وسيعلن خلال أيام قريبة بإذن الله، عن «مجلس إدارة موحد لمدينة حلب» بعد تعيين قائد عام وعسكري وأمني وأعضاء آخرين.

هل «مجلس الإدارة الموحد» المزمع تشكيله قريبًا يضم الكتائب العسكرية فقط أم أنه ينسق أيضًا مع المؤسسات المدنية.

تشكل منذ أيام «مجلس ثوار حلب» من توحد جميع المجالس الثورية والمدنية والإغاثية والإعلامية، وهو خطوة مهمة جدًا على طريق التوحد الكامل.

وقد خرج هؤلاء جميعًا في مظاهرات كبيرة خلال الأيام الماضية للضغط على العسكريين للتوحد ضمن قيادة واحدة، لذا لا يمكن فصل الجانب المدني عن العسكري في حلب مطلقًا، لذلك سيتضمن «مجلس إدارة حلب» المزمع تشكيله جميع الفعاليات المدنية والإغاثية والطبية والعسكرية والقضائية والشرعية في المدينة

ماهي العوائق التي تعرقل أو تؤخر الاتفاق ووضع النقاط الأخيرة لإعلان القيادة الموحدة.

مثل هذا التوحد سيزعج بالتأكيد النظام وأعداء الثورة، وسيزعج بعض قادات الفصائل ممن سيخافون على ممالكهم وإماراتهم أن تخرج عن السيطرة؛ وكم تفاجأنا من بعض القادة الذين أخافهم هذا التوحد الإداري الجديد حين أحسوا بقرب حدوثه على أرض الواقع، خاصة أنهم خارج مدينة حلب، فحاولوا جاهدين عرقلة المشروع والضغط على فصائلهم في الداخل لعدم قبول التوحد، وإقناعهم أن مثل هذا التوحد سيقطع عنهم التمويل والذخائر وغيرها.

ونحن بدورنا نقول لمن يعرقل هذا المشروع وهو خارج المدينة، فليأت إلى داخل حلب ويستلم المنصب الذي يريد إذا كان كفئًا له؛ الوضع بحلب صعب جدًا وبحاجة لغرفة موحدة لكل شيء وإلا فالجبهات ستتساقط من الداخل.

يتداول ناشطو حلب ومقاتلوها 3 أسماء يقال إنها المختارة للقيادة الموحدة الجديدة، وهم: مضر نجار، صقر أبو قتيبة، مهنا جفالة؛ لماذا هذه الأسماء تحديدًا ومن اختارها؟

كان هناك جلسة تمهيدية للتشاور في الأسماء حضرها سبع أو ثماني فصائل من أصل عشر في حلب، إنها جلسة استطلاع للآراء ولم يتخذ فيها أي قرار قطعي، وقد عينوا فيها مضر نجار قائدًا عامًا، وأنا قائدًا عسكريًا، ومهنا جفالة قائدًا أمنيًا.

لكننا في الاجتماع الثاني، الذي تضمّن كل الفصائل الأخرى المقاتلة في حلب، نسفنا كل القرارات السابقة، على أن تقر اتفاقات جديدة، وذلك كي لا نُتّهم بأننا قد طبخنا الطبخة مسبقًا، فيحاول البعض استغلال ذلك لإشعال الفتن وتفشيل المخطط بأكمله.

هل تنسقون مع جبهة النصرة والفصائل الإسلامية الأخرى للانضمام إلى مشروع التوحد، ثم هل هناك خشية من معاداة الغرب والدول الداعمة،

دعَونا جميع القوى والفصائل الموجودة داخل المدينة بغض النظر عن فكرها ومنهجها لتكون معنا في الإدارة، ومن لا يريد مشاركتنا من الفصائل، فهو حرّ ولكنه سيحاسب ويعاقب ويخضع لقرارات الإدارة الموحدة ولو بالقوة.

ثم إن مدينة حلب هي أقل مدينة من حيث تواجد النصرة أو الكتائب الإسلامية، خاصة بعد قتال داعش وبعد خروج النصرة لإدلب، وأكثر من 90% من فصائل داخل المدينة هم قوى ثورية من الجيش الحر. طبعًا لن نقصي الـ 10 بالمئة الأخرى من الكتائب الإسلامية، لأننا لا نريد إقصاء أحد؛ الوضع حرج ولا يحتمل فتح ثغرات جديدة.

وأما عن تحفّظ الدول الداعمة، فها هي جبهات حندرات وسيفات، التي يتواجد فيها مقاتلون من جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وجيش المهاجرين والأنصار، ويقاتلون نظام الأسد، ويجب تقديم العون لكل من يقاتل النظام، ثم تعدل الأمور لاحقًا للانخراط في الحراك الثوري.

ما هي خططكم للعمل بعد الإعلان مباشرة عن تشكيل القيادة الموحدة؟

التجهيز لعمل عسكري كبير جدًا داخل المدينة لقلب الموازين بإذن الله، وهناك خطة لتوحيد الحواجز داخل المدينة بعلَم واحد وتوحيد الاتصالات فيما بينها عن طريق أبراج موزعة.

ولن تسمح القيادة الموحدة بتشكيل أي لجنة قضائية أو شرعية للمحاكمة، ولا بالاعتقال التعسفي لأي تشكيل عسكري إلا بموافقة المحكمة والقضاء الموحد للمدينة التي ستتبع للمجلس الجديد.

كما سيتم تنظيم السيارات العسكرية والمدنية بنمر مخصصة، وسنعمل على توفير أجهزة إنذار للمدنيين متصلة بأجهزة التنصت عندنا، للتنبيه عند حدوث غارات للطيران وأثناء سقوط البراميل المتفجرة.

بعد تشكيل «مجلس ثوار حلب» من مؤسسات مدنية، بدأت بعض وسائل الإعلام تروج إلى أن هذا التوحد تمهيد للتفاوض مع النظام وتجميد القتال؛ ما هو موقفكم الفعلي من هدنة محتملة؟

بالنسبة لترويج الإعلام المؤيد للنظام، فهنا دور أعضاء مجلس ثوار حلب الجديد في إجراء لقاءات صحفية للتأكيد على أن مجلسهم مدني بحت، وأن اتخاذ قرارات هدنة أو ما شابه هو أمر يخص القوى العسكرية بالدرجة الأولى.

أما عن قبولنا للهدنة فأنا كأحد القوى الموجودة في حلب لا أقبل أبدًا أن يكون محور التفاوض هو حلب فقط، إذا كانت المبادرة جدّية فيجب أن تكون على مستوى سوريا بأكملها، وليس تحييد قتال حلب فقط وترك حمص أو الشام وغيرها، ليستفرد بها النظام ويتمكّن منها.

مقالات متعلقة

لقاءات

المزيد من لقاءات