السويداء – نور نادر
يتذمر أهالي مدينة السويداء من تراجع الخدمات الطبية ونقص الأدوية في مستشفى السويداء الوطني العام، التابع لمديرية الصحة.
ويتهم المواطنون إدارة المستشفى بالتقصير والبطء في تشخيص ومعالجة الحالات المرضية، الأمر الذي دفع العديد منهم للتوجه إلى مشافي العاصمة أو المراكز الخاصة ذات الأجور المرتفعة.
معالجة مجانية في المستشفى
للوقوف على هذه الاتهامات، تواصلت عنب بلدي مع أطباء داخل المستشفى، برروا التقصير وتحدثوا عن الخدمات التي توفرها.
سليم (اسم وهمي)، هو أحد أطباء قسم الجراحة العظمية في المستشفى، قال لعنب بلدي إن “الأطباء يتعرضون يوميًا لمختلف الطبائع البشرية المتحاملة عليهم في حين أن الطبيب يبقى في المستشفى أحيانًا ثلاثة أيّام متواصلة دون استراحة لتغطية الضغط”، في ظل الرواتب المتدنية التي لا تتعدى 35 ألف ليرة سورية، وهي لا تغطي طعام الأطباء.
وأشار سليم إلى أن الإدارة متعاقدة مع شركات تؤمّن جميع مستلزمات وأدوات الجراحة العظمية لتقديمها للمرضى مجانًا، بما في ذلك مفاصل اصطناعية وأسياخ، وهذا لا يوجد حتى في مشافي دمشق ما يسهم في زيادة الضغط على المستشفى.
ويستقبل المستشفى يوميًا نحو 100 مريض، إضافة إلى 500 حالة إسعاف يشرف عليها كادر طبي متكامل، بحسب معلومات عنب بلدي، كما يقدم جميع العمليات الجراحية الإسعافية بشكل مجاني، إضافة إلى خدمة العلاج الفيزيائي التي لا يمكن أن توجد حتى في مراكز المساج والعلاج الفيزيائي الخاصة، كما أكدت إيناس، إحدى ممرضات قسم العلاج الفيزيائي.
ويصل عدد المعالجين الفيزيائيين إلى نحو 30 معالجًا على درجة عالية من التأهيل والمهارة، كما يتوفر في القسم عشرات الأجهزة المختلفة الميكانيكية والكهربائية والليزرية، تغطي ما لا يقل عن 50 حالة علاج فيزيائي مختلفة، بينها 15 حالة خاصة بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
في حين بلغ عدد المرضى الذين استفادوا عام 2015 من العلاج الفيزيائي 2700 مريض، وقد أجريت لهم حوالي 40 ألف جلسة علاج، بحسب إيناس.
نقص الكوادر الطبية
بالرغم من ذلك تلاحق السمعة السيئة المستشفى وإدارتها والتأخر في تقديم الخدمات الطبية، الأمر الذي أرجعه الطبيب سليم إلى نقص الكوادر الطبية، وزيادة الضغط البشري بشكل كبير نتيجة توافد مواطنين من مدينة درعا المجاورة للسويداء.
ويضم المستشفى 50 طبيبًا فقط (9 عظمية، 5قلبية، 4 أذنية، 4 عينية، 3 جلدية، 10 نسائية و12 فكية”، إضافة إلى طبيبي غدد وعصبية وطبيب واحد لقسم الصدرية، في حين يقوم بعض الأطباء بتغطية اختصاصات أخرى لعدم توفر الطبيب المختص بها، مثل أقسام الجراحة العامة والبولية والتجميلية التي يقوم بها أطباء الجراحة العظمية.
ويعود سبب نقص الكوادر إلى هجرة أغلب الأطباء إلى خارج سوريا، نتيجة الأوضاع الأمنية والهروب من الخدمة العسكرية، إضافة إلى تعاقد البعض مع المشافي الخاصة، وخاصة أطباء التخدير الذي يفضلون البقاء في عملية تجري في مشفى خاص على عمليات المشفى العام بسبب الأجرة المرتفعة، بحسب ما قاله الممرض محمد لعنب بلدي.
يعمل الأطباء أحيانًا في ظل تهديد وترهيب نتيجة معالجتهم لحالات طعن بالسكين وإصابة بالرصاص، بسبب الانفلات الأمني في المدينة، خاصة وأن أغلب مرافقي المرضى يدخلون مع أسلحتهم في ظل عدم وجود عناصر أمن يمنعون ذلك.