بذكريات مونديال 1998، ومرارة الخسارة أمام البرتغال في بطولة أمم أوروبا، تدخل فرنسا بترسانة من النجوم الشباب وعينها على اللقب الثاني الذي سيعيد أمجاد الماضي.
طريق المنتخب الفرنسي لن تكون معبدة بسهولة نحو الذهب الخالص وخاصةً أن منتخبات عديدة ظهرت وعيناها على اللقب بما في ذلك الأرجنتين وألمانيا وإنكلترا والبرتغال بطل أمم أوروبا في نسختها الماضية.
بداية المشوار الفرنسي
وعلى غرار نسخة 2014، أوقعت القرعة منتخب فرنسا في مجموعة مناسبة ضمن نهائيات كأس العالم روسيا 2018، إذ سيستهل “الديوك” مشوارهم في المنافسة العالمية أمام أستراليا وبيرو، الفريقين اللذين لم يسبق للمنتخب الفرنسي مواجهتهما في نهائيات كأس العالم، فيما ستنهي الكتيبة الزرقاء منافسات مرحلة المجموعات أمام الدنمارك.
وستشكل هذه المواجهة الأوروبية الخالصة بين منتخبين يعرفان بعضهما جيدًا مباراة القمة بامتياز خلال الجولة الأخيرة من المجموعة الثالثة التي يتصدرها منتخب “الديوك”.
وسبق أن تقابلت الدنمارك وفرنسا في مواجهتين سابقتين خلال نهائيات كأس العالم، الأولى كانت بنسخة 1998 عندما حمل المنتخب الكأس الأغلى.
وكانت المواجهة الثانية في المونديال المخيب للفريق الأزرق في نسخة 2002 عندما تفوقت الدنمارك بهدفين مقابل لا شيء.
بينما لم تتقابل فرنسا وبيرو سوى مرة واحد عام 1982، في ملعب حديقة الأمراء بالعاصمة الفرنسية باريس، في مواجهة ودية ضمن الاستعدادات لكأس العالم الذي أقيم في إسبانيا حينها، لكن بيرو تمكنت من هزيمة ميشيل بلاتيني وأصدقائه بهدف خوان كارلوس أوبلبيتاس.
المدير الفني للمنتخب الفرنسي، ديديه ديشامب، قال عقب حفل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي سحبت فيه القرعة “في المرة الماضية قلتم بالإجماع إن نتائج القرعة رائعة، بمن في ذلك بعض اللاعبين، لكن الأمر لن يكون سهلًا”.
ويعتزم ديشامب مدرب الديوك، المشهور بكونه محظوظًا في القرعة، التصدي لأي حالة تراخٍ في صفوف فريقه.
ديشامب بطل الماضي وعين على الحاضر
فاز ديديه ديشامب مع المنتخب الفرنسي بلقب كأس العالم بالنسخة التي أقيمت في بلاده عام 1998 عندما كان كابتن المنتخب، وعيّن كمدرب لمنتخب “الديوك” منذ سنة 2012.
وقاد ديشامب بلاده للمركز الأول في المجموعة الأولى من التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم متصدرًا الترتيب ومتفوقًا على كل من السويد وهولندا.
ذهب المدرب بعيدًا بالنسخة السابقة لأمم أوروبا عام 2016 ووصل إلى المربع الذهبي لكن الطموح البرتغالي أخرجه بهدف في الشوطين الإضافيين من المباراة.
كتيبة من النجوم الشابة
ويعوّل قائد فرنسا السابق على كتيبة من النجوم الشابة، وعلى رأسهم أنطوان كريزمان مهاجم نادي أتلتيكو مدريد الإسباني، فما من شك أن اللاعب سيبذل كل ما بوسعه ليترك بصمته في البطولة بعد أن كان أفضل الهدافين ونال لقب أفضل لاعب في كأس الأمم الأوروبية عام 2016.
وسجل كريزمان لصالح الفرنسيين أربعة أهداف، وأسهم بأربعة أهداف أخرى في التصفيات المؤهلة للمونديال.
ويساند كريزمان مهاجم نادي أرسنال المخضرم أوليفييه جيرو، بأهدافه التي طالما نالت إعجاب جماهير الساحرة المستديرة.
ويعوّل المدرب على اللاعب الشاب كيليان إمبابي الذي سيشارك للمرة الأولى في المونديال العالمي.
وتأتي خلف المهاجمين أسماء كبيرة في خط الوسط والدفاع بداية من بول بوغبا وديمتري باييت وموسى سيسوكو وماتويدي وكينغسلي كومان وأسماء كبيرة أخرى.
وتبقى تلك الأسماء حبرًا على دفاتر ديديه ديشامب حتى انطلاق صافرة البداية، في 14 من حزيران المقبل، وتبدأ معها كتابة تاريخ جديد للعالم الكروي.