أزمة طحين تضرب ريف حمص الشمالي

  • 2018/04/29
  • 12:50 ص

فرن آلي مدمر جراء القصف في منطقة الحولة شمالي حمص - 18 نيسان 2018 (عنب بلدي)

ريف حمص – مهند البكور

يعيش ريف حمص الشمالي أزمة نقص في مادة الطحين، لعدة أسباب على رأسها موجة الجفاف التي عصفت بالمنطقة هذا العام، دفعت هيئات رسمية للمطالبة بضرورة دعم تأمين المادة قبل أن تتسبب بـ”كارثة إنسانية”.

شح الدعم وتباعد فترات دخول المساعدات الإنسانية وعدم الاكتفاء بإنتاج الطحين المحلي، أسباب أسهمت في أزمة المنطقة المحاصرة منذ عام 2013.

ولم تدخل مساعدات إلى مدن وبلدات المنطقة منذ ثمانية أشهر، باستثناء الدار الكبيرة والغنطو وتيرمعلة، التي دخلتها المساعدات آخر مرة في الرابع من آذار الماضي.

ودخل حينها إلى هذه المناطق الثلاث 6700 كيس طحين، وزن الكيس الواحد 15 كيلو غرامًا.

ورغم توفر كميات من الطحين في المنطقة، عن طريق تجار يتعاملون مع ضباط في مناطق سيطرة النظام، وخاصة من معبري الدار الكبيرة و”خربة الجامع” شمالي عقرب في ريف حماة الجنوبي، لكنه يعتبر غالي الثمن، إذ يصل ثمن كيس الطحين (25 كيلو غرامًا) إلى 12 ألف ليرة سورية (كل دولار يقابل500 ليرة).

موجة جفاف تصيب محاصيل المنطقة

 تقدم مؤسسة إكثار البذار القمح والشعير والحمّص لمزارعي ريف حمص، أي بذار المحاصيل الاستراتيجية.

تحدثت عنب بلدي إلى المهندس أحمد الخضر، مدير مؤسسة إكثار البذار في حمص، التابعة للحكومة المؤقتة، وقال إن منطقة ريف حمص الشمالي تعرضت لموجة جفاف تأثرت بها مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.

وخصّ المهندس المحاصيل المتضررة بالحبوب (القمح والشعير)، مشيرًا إلى أن الجفاف اجتاح المنطقة بسبب انقطاع مياه الأمطار منذ نهاية شباط الماضي، وحتى الثامن من نيسان، باستثناء كمية قليلة وصلت إلى ثلاثة ميليمترات خلال آذار، وفق تقديره.

وأوضح الخضر أن الجفاف أثر على جميع الحقول المزروعة بعلًا دون استثناء، لافتًا إلى أن حقول القمح في المنطقة صنّفت كحقول يباس تام وأخرى يباس شديد، على حد وصفه، معتبرًا أن العام الحالي موسم سيئ بكل المعايير سواء لمادتي القمح أو الشعير.

تأثر الشعير بالجفاف أكثر من القمح، وفق المهندس، وأشار إلى أن الرياح الشديدة التي تعرضت لها المنطقة في الثامن من آذار الفائت أدت إلى حرق الأجزاء العلوية من حبوب القمح.

ارتفاع الأسعار يضيّق على الأهالي

لم تتلق مدينة تلبيسة أي مساعدات إنسانية من “الهلال الأحمر”، منذ تموز العام الماضي، كغيرها من المناطق في ريف حمص، وقال مدير المكتب الإغاثي في مجلس المدينة، عبد المجيد الضحيك، إنها تحتاج إلى 322 كيس طحين يوميًا.

وقدّر احتياجات الأهالي في المدينة بقرابة 25 ألف ربطة خبز في اليوم، مشيرًا إلى أن عدد سكانها يتجاوز 75 ألف نسمة، إضافةً إلى 15 ألفًا في الغنطو المجاورة يحصلون على الخبز من أفران تلبيسة أيضًا.

وبحسب ما تحدث الضحيك لعنب بلدي، كان المجلس المحلي يعتمد على تبرعات من أبناء المنطقة المغتربين لتأمين مادة الطحين، مؤكدًا أن مجلس محافظة حمص لم يقدم دعمًا للمنطقة منذ سنوات.

وأشار إلى أن الطحين متوفر بأسعار مرتفعة، إذ يمكن الحصول على ربطة خبز بسعر 600 ليرة ولكن معظم الأهالي لا يستطيعون شراءها.

الشاب حيان الخالد من أبناء ريف حمص الشمالي، قال لعنب بلدي إن الخبز المدعوم كان يوفر على المواطن، إذ تباع الربطة بين 150 و200 ليرة سورية، مشيرًا إلى أن “المجالس المحلية التي من مهامها التخفيف عن المواطن وخدمته هي اليوم بلا دعم”.

يبلغ سعر ربطة الخبز (وزن كيلو غرام واحد) في منطقة الحولة 300 ليرة سورية، بينما يقارب سعرها في تلبيسة حاجز 500 ليرة، وتباع الربطة المدعومة في الرستن بسعر 300 ليرة.

 

لا حلول للتقليل من حجم الأزمة حتى اليوم، لكن الهيئات الرسمية في المنطقة دعت المؤسسات الدولية المعنية للإسهام في حلها، مطالبين بحلول إسعافية على الأقل في الوقت القريب.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية