فتى يلمس يد فتاة في حديقة المشتل

  • 2018/04/29
  • 12:28 ص
خطيب بدلة

خطيب بدلة

خطيب بدلة

تَبَنّى تنظيمُ الدولة الإسلامية “داعش” مسألةَ الإصلاح الاجتماعي، فأحدث، لأجل ذلك، جهازَ “الحسبة”. (انظر: عنب بلدي – 22 نيسان 2018).

برأيي المتواضع أنه قد أصبح واجبًا على الإخوة المسلمين المنتشرين في مختلف أنحاء المعمورة، أن يفرحوا، ويهيصوا، ويجدلوا المناديل ويهبوا إلى الرقص والدبكة أسوًة بمؤيدي نظام الأسد الذين تجمعوا في الساحات العامة وتبادلوا التبريكات لأسباب عديدة أولُها أن الضربة الأمريكية البريطانية الفرنسية لمواقع النظام السوري قد وقعتْ، فانتهى النظام ومؤيدوه من حالة القلق، وثانيها أن الضربة انتهت دون الإطاحة بقائدهم وهم لا يستسيغون العيش دون قائد، وثالثها أنه قد أصبح بإمكان قائدهم المجرم بشار الأسد قتل مَنْ تبقى مِنَ السوريين بأسلحة أخرى غير الكيماوي.

يجدر بالمسلمين أن ينبسطوا ويدبكوا لأن مصطلح “الإصلاح” قد عاد إلى ميدان التداول على يد داعش، بعدما نام العربُ والمسلمون عليه، وأفشلوه، منذ محاولات الإمام محمد عبده الإصلاحية أواسط القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وقبلها محاولات والي الشام مدحت باشا الإصلاحية. وحتى نظام الأسد رفض “الإصلاح” في بداية الثورة، واعتمد الحل الأمني، ما جعل الثورة تستمر وتتوسع وتتحول إلى حرب مدمرة.

يستغرب بعض الأصدقاء تسميةَ هذا الجهاز “الحسبة”، ويذهب تفكيرُهم إلى أنه شيء قريب في معناه ومبناه من “جهاز المحاسبات” الذي أُحدث في سوريا قديمًا، ثم تغير اسمه فأصبح يدعى “الجهاز المركزي للرقابة المالية” ويختص بمحاسبة أجهزة الدولة وقطع حسابات الميزانية العامة. ولكن هذا التفسير غير صحيح، وأنا أعتقد أن إخوتنا الدواعش أسموه “الحسبة” لأنهم، إذا علق بين أيديهم مواطن، كافر، أو ذمي، أو حتى مسلم سني، (يحسبون) أن الله ما خلقه.. يجلدونه، ويسجنونه، ويجبرونه على اضطهاد زوجته، وإكراه أبنائه على أشياء لم يكن ليُكرههم عليها مهما كلفه الأمر، فإن لم يمتثل، و”يحتسب”، فإنهم “يحسبونه” في عداد الأموات، وبعدها إما أن يدفنوه في مقابر المسلمين، ويصلوا عليه، أو يحسبوه كافرًا، ويلقوه في البراري مثل جيف الحيوانات.

وجاء في مقالة عنب بلدي المذكورة أن جهاز الحسبة الداعشي يتولى تأديبَ الناس بطريقة الردع بالقوة، وقد نابت عنه، في ولاية إدلب، مجموعة “سواعد الخير” التابعة لـ “هيئة تحرير الشام”.. وتتألف من فروع متعددة منها “الدورية النسائية”. وأنا أعتبرُ تشكيلَ دورية نسائية “ضربةَ معلم” وجهها فرعُ تنظيم القاعدة الثاني “جبهة النصرة” للعلمانيين الكلاب الذين يتباكون على إبعاد النسوان عن الثورة، وعن المشاركة في الشأن العام، فهذه الدورية، للحقيقة والتاريخ، مليانة نسوان، وهن نساء عنيدات لا يسمحن لأيّ من الرجال المحتسبين أن يقمع بنات جنسهن، بل إنهن يمارسن القمع عليهن مباشرة، وقد أوضحت إحدى عناصر الدورية النسائية لمراسل عنب بلدي أن عناصرها ينتشرن في حديقة “المشتل” لمنع حدوث محرمات فيها، وتستهدف كل شاب وفتاة يجلسان مع بعضهما.. وهذا برأيي المتواضع قمة الذكاء، فتخيل ماذا سيقع على رأسي الأمتين العربية والإسلامية من مصائب لو تمكن شاب وبنت من إمساك أحدهما يد الآخر خلسة في حديقة المشتل!

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي