عنب بلدي – العدد 143 – الأحد 16/11/2014
وقعت وسائل إعلام ثورية في فخ تسجيل مسرب لأحد الأفلام يحكي عن طفل ينقذ طفلة تحت وابل من الرصاص يصوره مخرج نرويجي، في صورة تذكر بالمقاطع المصورة التي كان يدلسها إعلام الأسد بداية الثورة.
وجذب مقطع الطفل السوري «البطل» الملايين من متابعي موقع اليوتيوب وهو يحاول إنقاذ طفلة سورية تحت وابل من النار، ليكتشف رواد مواقع التواصل الاجتماعي والصحفيين، أن مجموعة من منتجي أفلام نرويجيين هم وراء تمثيل هذا المشهد.
ويقول المنتجون في لقائهم مع قناة BBC البريطانية أن عميلة التصوير تمت في مالطا هذا الصيف، وحاولوا قدر الإمكان إظهار حقيقة وواقعية المشهد.
لارس كليف بيرغ 43 عام وهو مخرج يعيش في أوسلو، كتب السيناريو بعد اطلاعه على تغطية الأحداث المعقدة في سوريا، وقال إنه تعمد إظهار الفيلم كمشهد حقيقي لإشعال نقاش حول الأطفال في مناطق الصراع «لو صنعت الفيلم وأظهرته كأنه حقيقي، العالم سوف ينشرونه ويتفاعلوا معه»، وتابع حديثه «لقد صورنا المشاهد في مالطا في شهر مايو – أيار هذا العام في موقع استخدم سابقًا لأفلام مشهورة مثل Troy و Gladiator.
يقول بيرغ أن الطفلين هم ممثلان حقيقيان من مالطا، والأصوات في الخلفية هي للاجئين سوريين يعيشون في الجزيرة، وبالرغم من أنهم صنعوا الفيلم بظروف مريحة لكنه خدع العديد من الناس.
وعبر بيرغ عن عدم راحته بنشر مقطع يبدو أنه حقيقي «أملنا أن نأخذ الجانب الإيجابي من أداة عادة ما تستخدم في الحروب، لقد أردنا إذا كان الفيلم سيحصل على انتباه ويشجع على النقاش ولفت النظر للأطفال والحرب، أردنا أيضاً مشاهدة كيف وسائل الإعلام تستجيب لمثل هذا الفيديو».
حصل الفيلم على التمويل من المعهد النرويجي للأفلام NFI بتكلفة 26480 يورو، ومن صندوق الصوت والرؤية في مجلس الفنون النرويجي في تشرين الأول 2013، ومنذ أن تم تحميله على اليوتيوب في 10 تشرين الثاني الجاري تم مشاهدته أكثر من 5 مليون مرة، إضافة إلى آلاف التعليقات وآثار جدلًا واسعًا حول صحته.
إن البيئة التي صور فيها هذا العمل، والمشابهة تمامًا للبيئة السورية، كما أن آلة الأسد وعقليته القمعية التي طالت الأطفال والعجائز والنسوة، ومشاهدة مئات مقاطع اليوتيوب التي تظهر قنص للأطفال والنساء في مختلف أنحاء البلاد، كل هذا جعل من المواطن والناشط يقعان في مصيدة الطفل السوري، دون التاكد من صحة هذ المشهد الذي يعكس جحيم الواقع السوري.
وكانت وسائل إعلام موالية للأسد نشرت تسجيلات مسربة، اكتشف فيما بعد أنها مأخوذة من مقاطع قديمة في لبنان أو العراق وغيرها من المناطق.