حارة الطم .. القمل والجرب يلتهم أبناءها
عنب بلدي – العدد 143 – الأحد 16/11/2014
عنب بلدي – حلب
يعاني أهالي منطقة الطم التابعة لحي السكري المحرر في شمالي مدينة حلب من انتشار آفات الجرب والقمل، وإصابة عشرات الأشخاص من كافة الأعمار بها في الآونة الأخيرة، وذلك بسبب انقطاع المياه منذ قرابة أربعة أشهر، وسط انتشار سريع لهذا الوباء بين المنازل عن طريق الهواء.
انقطاع المياه عن الحي واعتماد الأهالي على مياه الصهاريج، أدى إلى تقنين إجباري واقتصار استخدام هذه المياه للشرب والطعام، كما أن غياب النظافة وانتشار القمامة في شوارع الحي، إضافة إلى الإهمال وغياب الوعي من قبل الأهالي ساعدا في انتشار الوباء في مدارس الحي، بحسب أبي زياد، أحد ناشطي الحي.
يقول أبو زياد في حديثه لعنب بلدي إن «الأهالي حاولوا تفادي الإصابة بمحاولة قص الشعر كطريقة بدائية لكن دون جدوى»، مؤكدًا أن بعض الجمعيات والمؤسسات الطبية حاولت المساعدة ووقف انتشار هذه الأوبئة عن طريق تقديم شامبو مضاد لها، إلا أن هذه الكميات تبقى غير كافية في ظل الانتشار السريع».
بدوره قال الدكتور أيمن أخصائي أمراض جلدية لعنب بلدي، إن الوقاية في هذه الحالات أهم من العلاج نفسه، منوهًا إلى أن الانتشار السريع عادة لهذه الأوبئة ينذر بكارثة إنسانية، ربما تطال حلب كلها، معتبرًا أن «هناك تقصير في القطاع الصحي والخدمي في هذا الحي، وعلى الهيئات التابعة للحكومة المؤقتة تأمين المياه وتفادي تكويم القمامة، ونشر التوعية في صفوف الأهالي».
ليست هذه المشكلة الوحيدة التي يعاني منها أهالي حلب، بل هي استمرار في الآفات التي تصيب المحافظة التي عانت سابقًا من انتشار الليشمانيا أو ما يسمى «حبة حلب»، والتي تسبب طفحًا جلديًا وندوبًا كبيرة في الجلد، بحسب الدكتور أيمن، منوهًا أن فصل الشتاء يعتبر نموذجيًا لآفتي القمل والجرب، محذرًا من التهاون بهذه المسألة.
يشار إلى أن منطقة الطم الواقعة على أطراف حي السكري، لازالت تعاني ومنذ سنوات من التهميش الثقافي والاجتماعي، ويعيش أهلها حالة مادية مزرية في ظل غياب التعليم وانتشار الجهل، وفقدان مقومات الحياة، إضافة إلى ظروف الحرب والحصار الذي تعيشه أحياء حلب المحررة يوميًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :