“submarine”.. الغوص في العوالم النفسية للمراهقين
يتناول فيلم “submarine” (الغواصة) قصة حياة مراهق في المدرسة الثانوية، يعيش تجربتين عاطفيتين متناقضتين، واحدة تتعلق بأول حب له، والثانية بمشاكل عائلية تكاد تؤدي للانفصال بين والديه.
يظهر بطل الفيلم “أوليفر تيت” الذي أدى دوره، كريج روبيرتس، كشخص يعاني من اضطرابات نفسية، لكنها ليست بالحدة التي تصنفه تحت اسم “مريض”، لكن يبدو وكأنه في ذروة اضطراباته الهرمونية خلال الفيلم.
يعيش “أوليفر” في حياة مليئة بالعادات الغريبة، كالتنصت على أحاديث والديه، وتفتيش غرفتهما بشكل دوري، في محاولة منه للتدخل دومًا بشكل إيجابي في حال حدوث مشكلة ما، وهو ما لا ينجح فيه أبدًا، إذ يبدو دومًا وكأنه الشخص الوحيد الذي يرى المشكلة، في حين يعتبر والداه هذه المشاكل شبه طبيعية.
وتؤثر علاقة والديه بتجربة الحب التي عاشها، إذ يهمل حياته الشخصية في محاول التدخل كـ”شبح” في الأحداث الدائرة في منزله، وهو ما يؤدي لخسارته لهذه العلاقة.
يختلق “أوليفر” مبررات غاية في الغرابة لأي شيء يفعله، تبدو للمحيطين به غبية نوعًا ما، في حين تضفي لمسة كوميدية ساخرة على مجمل الفيلم.
مخرج العمل ريتشارد ايود، الذي يمتاز بأسلوبه القريب جدًا من عوالم الكاتب التشيكي فرانس كافكا، ينقل القصة التي تبدو “عادية”، ومكررة في الكثير من المجتمعات، إلى أبعاد نفسية سوداوية.
وباستخدام أسلوب رمزي واضح، يناقش المخرج أفكارًا تتعلق بالوحدة، الملل، الاكتئاب، فقدان الثقة بالنفس، والتضحية، ضمن إطار نفسي تحليلي لا يغرق المشاهد بتفاصيل غير مفهومة، ويخفف سوداويته بسخرية ذكية تحفز المتلقي على ابتكار أساليبه الخاصة لحل مشكلات من هذا النوع.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :