نظّمت الجمعية السورية للفنون الجميلة (شام)، بالتعاون مع الجمعية السورية للصحة النفسية (سمح)، ورشة عمل فنية للأطفال السوريين في مدينة اسطنبول التركية، بمناسبة يوم الطفل في تركيا.
واختار المنظمون وقفًا بالقرب من ضريح السلطان أيوب مكانًا للفعالية، التي حضرها 22 طفلًا بالإضافة لفنانين محترفين واختصاصيين نفسيين، الأحد 22 من نيسان.
وحضر الفعالية عدد من الأطفال الأتراك برفقة أهاليهم، مستأذنين إمكانية المشاركة مع الأطفال السوريين، ليصل عدد الأطفال المشاركين إلى 30 طفلًا، وفق حديث لمدير جمعية الفنانين، الدكتور عمر النمر، لعنب بلدي.
وتعاون 20 فنانًا محترفًا مع ثلاثة اختصاصيين نفسيين، على توجيه الأطفال وإرشادهم إلى الأدوات التي تساعدهم في التعبير عن أفكارهم من خلال الرسم بالألوان والنحت بالطين، وهو أول تعاون مشترك بين جمعية الفنانين وجمعية “سمح”.
“ارتأينا أن نحتفل بيوم الطفل، لكن ليس بالخطابات، بل بعمل على أرض الواقع يسعد الأطفال وعائلاتهم على حد سواء”، بحسب تعبير النمر.
وستُعرض أعمال الأطفال المشاركين بالفعالية، في المؤتمر السادس للصحة النفسية، المنتظر انعقاده في 4 من أيار المقبل بمدينة اسطنبول.
“اللوحات ستعرض وتباع في مزاد علني خلال المؤتمر، وسيذهب ريعها لصالح أطفال سوريا، سواء في تركيا أو في الداخل”، وتابع النمر “ستخصص هذه الأموال لأنشطة الدعم النفسي المعتمدة على الفنون”.
واعتبر النمر أن النشاط كان خطوة مهمة لتنمية التعاون بين الكبار والصغار، فضلًا عن أهميته بدمج الأطفال السوريين بنظرائهم الأتراك.
دمج الأطفال بالطبيعة والمجتمع المضيف
وأشاد المرشد النفسي من جمعية “سمح”، رأفت الجلم، بالنشاط الذي سمح للأطفال بالتفاعل مع الطبيعة، لا سيما وأن الأطفال يحبون النشاط الجماعي كذلك، حتى إن الفائدة امتدت للكبار الذين وجدوا فرصة مناسبة في النشاط للتعرف على أشخاص وخبرات جديدة، وخوض نقاشات حول اختصاصاتهم، وفق حديث له مع عنب بلدي.
ووافقته الفنانة فلك الغزي، المختصة بالرسم باللهب والحفر على البيض، معتبرةً أن تفاعل الأتراك ورغبتهم بمشاركة أطفالهم مع السوريين من أهم ما حصل في الفعالية.
ولفت أهالي الأطفال المشاركين في الفعالية من سوريين وأتراك، إلى أن النشاط كان فرصة لإسعاد أبنائهم، آملين بتكرار هذه الاحتفاليات التي تساعد الأطفال بنسيان همومهم، وتدفعهم نحو مجالات إبداعية في الحياة.
وسعت الفعالية إلى معرفة مكنون الطفل السوري في البلد التي لجأ إليها، وحملت رسالة تضامن مع الأطفال السوريين، ودعوة للأطفال والأهالي والفنانين للاعتماد على ثقافة العمل الجماعي والتعاون التي يحتاجها السوريون، خلافًا للتربية القديمة التي اعتمدت على الفردية، بحسب النمر.
ولاحظ النمر أن رسومات الأطفال السوريين ركزت على التوق إلى الحرية، وتكررت لديهم رموز تتعلق بالسلام، خلافًا لما كان عليه الوضع في السنوات الأولى من اللجوء السوري، حين كان الأطفال متأثرين بشدة بالتجارب الصعبة التي خاضوها، وغلبت على أعمالهم صور سوداوية حول الحزن والفقد وما شابه.
–