تستمر العمليات العسكرية من قبل قوات الأسد والميليشيات المساندة لها على أحياء دمشق الجنوبية، باستخدام الأسلحة والذخائر الثقيلة، كخطوة من شأنها تسوية المنطقة بشكل كامل قبل الدخول إليها.
ونشر المراسل الحربي التابع لقوات الأسد، وسيم عيسى اليوم، الأحد 22 من نيسان، صورًا أظهرت قصف مخيم اليرموك بالخراطيم المتفجرة، والتي تحدث دمارًا واسعًا في المنطقة التي تسقط عليها.
وقال المراسل إن استخدام الخراطيم جاء على خلفية تفخيخ تنظيم “الدولة الإسلامية” للمباني في المخيم قبل انسحابه منها، لتكون متخصصة بإزالة الألغام والمفخخات.
وأعلن “الإعلام الحربي المركزي”، صباح اليوم، سيطرة قوات الأسد على حي الزين بشكل كامل، والفاصل بين حيي يلدا والحجر الأسود جنوب دمشق.
بينما ذكرت وكالة “أعماق” التابعة لتنظيم “الدولة” أنه أفشل هجومين لقوات الأسد في حيي القدم والتضامن جنوب دمشق.
ووفقًا للوكالة فإن مجموعتين من قوات الأسد حاولتا التسلل نحو منطقة الماذنية في حي القدم، ودارت اشتباكات دون إحراز أي تقدم لهم.
وتستمر حملة القصف، دون التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار حتى الآن، بحسب ما قالت مصادر إعلامية لعنب بلدي.
وفي تقرير نشرته “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، العام الماضي، قالت إن قوات الأسد أدخلت آلية “مرتجلة” ضمن منظومة أسلحتها العشوائية، وبشكل خاص على حيي القابون وتشرين في دمشق، سماه الأهالي بـ “الخرطوم المتفجر”.
وتحدث التقرير عن محتوى الخراطيم، موضحًا أنها محشوة بمادة “TNT” أو “C4″، وقد يصل طولها إلى 80 مترًا تقريبًا، تطلق من خلال آليات عسكرية، مثل كاسحة الألغام الروسية “UR77”.
وتُستخدم الخراطيم لتفجير الألغام، وتُحدث دمارًا واسعًا على امتداد عشرات الأمتار، ويستخدمها النظام السوري في قصف الأحياء السكنية، وفق التقرير.
ووثق التقرير أول حادثة استخدام للخراطيم في حي جوبر، شمال شرقي دمشق، وكانت في تشرين الأول 2014.
إلا أن استخدام ذلك السلاح بقي محدودًا مقارنة بالبراميل المتفجرة، إلى أن نشط عام 2016، واستخدمته قوات الأسد في كل من محافظتي حلب ودرعا.
ويسيطر تنظيم “الدولة” على قرابة 70% من مساحة مخيم اليرموك ويتمركز في حي الحجر الأسود (معقله الرئيسي)، ومنطقة العسالي في حي القدم، إضافة إلى سيطرته على قسم من حي التضامن الدمشقي.
وكانت حكومة النظام السوري استبقت العمليات العسكرية جنوبي دمشق بالإعلان عن مخطط تنظيمي جديد، يمتد من جنوب المتحلق الجنوبي إلى القدم والعسالي وشارع الثلاثين، بحسب ما أقرته محافظة دمشق في اجتماعها، في 26 من آذار.
وتصل مساحة “باسيليا سيتي” (اسم سرياني يعني الجنة) إلى 900 هكتار بما يعادل تسعة ملايين متر مربع، وعدد عقاراته أربعة آلاف عقار.
ويقع قسم من مخطط التنظيم الجديد تحت سيطرة تنظيم “الدولة”، وبحسب معلومات عنب بلدي، فإن المنطقة لم تتعرض لدمار حتى الآن.
وكان محللون اقتصاديون توقعوا في وقت سابق البدء بمعارك في المنطقة قد تفضي إلى تدميرها، واستخدام ذلك حجة لمنع الأهالي من العودة، على غرار ما حصل في مناطق أخرى كأجزاء من داريا التي شملتها التنظيمات العمرانية.
–