مشروع لتعليم الأطفال داخل المنزل في الحولة

  • 2018/04/22
  • 1:25 ص

تدريبات لأمهات ضمن مشروع منظمة "أثر" في ريف حمص الشمالي - 19 من نيسان 2018 (عنب بلدي)

عنب بلدي – حمص

“تعلمنا أن التعليم لا يتوقف حتى في الحرب”، تقول المتدربة خديجة بكور، التي انتسبت لدورات تدريبية ضمن مشروع لتعليم الأطفال داخل المنزل، في منطقة الحولة بريف حمص الشمالي، تؤهل أمهات لتدريس أبنائهن وأطفال جيرانهن بعد اكتساب خبرات بمساعدة اختصاصيين.

تنتهي المرحلة الأولى من المشروع الذي تديره منظمة “أثر” للتدريب والتطوير، أواخر نيسان الحالي، وتشير خديجة في حديثها لعنب بلدي، إلى أن الدورات “كانت جديدة وغنية بالمعلومات الأساسية لحماية الطفل من الكوارث وتنظيم الوقت وإدارة الضغوط وتعليمه بالشكل الصحيح”.

وتتمنى المتدربة توسيع المشروع الذي يحمل اسم “الأمهات المعلمات”، ليشمل كامل الريف الشمالي لحمص، “لخلق فرص أكبر للمعلمات والأطفال الآخرين”، وفق تعبيرها.

مئة مستهدَفة في المرحلة الأولى

اختارت المنظمة مئة متدربة ضمن المشروع، وفق أنور حمدوش، اللوجستي في “أثر”، ويقول لعنب بلدي إن كلًا منهن ستكون في المرحلة الثانية، مسؤولة عن تعليم 15 طفلًا في مساحة جغرافية لا تتجاوز 500 متر.

تؤمّن “أثر” جميع المستلزمات للمرحلتين، بحسب حمدوش، ويشير إلى أنها اختارت طريقة التعليم ضمن المنزل “لأسباب تتعلق بالمنطقة ولسهولة نقله في حال أي طارئ”.

بدأ المشروع منذ مطلع آذار الماضي، وتقول مديرته وفاء رضوان، إنه بدأ استقبال المتدربات وفق معايير محددة، أولها ألا تكون تتقاضى راتبًا أو تعمل مع جهة أخرى، وحاصلة على شهادة أدناها الثانوية العامة.

واختيرت غالبية المتدربات “من المعيلات لأسرهن وزوجات المعتقلين والشهداء”، وفق مديرة المشروع، وتشير إلى أن المنظمة شكلت لجنة للتقصي مهمتها التحقق من الشهادات والحالات الإنسانية وتحقق المعايير لدى المتدربات.

حليمة جعمور عضو “الاتحاد النسائي في حمص” المشكّل حديثًا، تقول إن الاتحاد نسق مع المنظمة كون المشروع يضم العنصر النسائي، مشيرةً في حديثها لعنب بلدي إلى أن الاتحاد “رشح بعض الأمهات كمتدربات وكان ضمن لجان المقابلات ودراسة أوضاعهن بعد أن لمس الجدية من المنظمة المديرة للمشروع”.

يجري التدريب وفق ست حقائب تدريبية معتمدة على منهاج “اليونيسيف” لحالات الطوارئ، الذي سيدرّس للأطفال في المرحلة الثانية، وأبرزها: مهارات الحياة والجندرة والتعليم التفاعلي والمعايير الدنيا لحماية الطفل والتعليم في حالة الطوارئ.

خلال فترة التدريب، تتقاضى المتدربة راتبًا “يغنيها عن العمل خلال التدريب ويساعدها على الفهم بشكل أكبر بعيدًا عن هموم إعالة أسرتها”، وفق وفاء، وتشير إلى أنه نفذ شمال سوريا في إدلب وسراقب واعزاز، إضافة إلى مدينة غازي عنتاب في تركيا، ضمن مقر المنظمة.

“رسمنا خطة استراتيجية تمتد لسنوات وليست مؤقتة”، توضح مديرة المشروع، على أن يستمر العمل مع الطفل حتى مراحل متقدمة من عمره وليس فقط إلى أن يجتاز أمّيته، إلى جانب تطوير المتدربات اللواتي يقررن البقاء فيه.

وترى وفاء أن من الضروري أن تسهم الأطراف الأخرى في مشاريع مشابهة، لافتةً إلى أن “تعليم الأم لأطفالها وجيرانها ومن تعرفه ضمن المنزل، يخفف من الضرر المحتمل إثر قصف المدارس، كما تستطيع المعلمة في حال نزحت، نقل مستلزماتها التعليمية والإسهام في تعليم الأطفال ضمن المنطقة الجديدة”.

توقعات بنجاح المشروع

يقول المدرب في المشروع مصطفى جمعة لعنب بلدي، إنه يأتي في ظل نداءات ومناشدات من القائمين على العملية التعليمية في ريف حمص الشمالي، بضرورة مكافحة التسرب من المدرسة، لافتًا إلى أن العديد من المنظمات سعت للإسهام في الحد من آثار الظاهرة السلبية ومنها مشروع “أثر”.

الاختصاصي في تدريس مادة الجندرة للمتدربات، يرى أن المشروع قدم فكرة جديدة وطرح إمكانية التغلب على مشكلة الذهاب إلى المدارس، وسط قلة المراكز التي توفر التعليم، بحسب جمعة، ويشير إلى أن مادته “تظهر الدور الوظيفي للمرأة والرجل ومن الضروري تبيان الأمر وارتباطه بالبيئة التعليمية”.

ويتوقع المدرب أن يكون المشروع ناجحًا ويؤدي الغرض منه، مؤكدًا أنه “لا يمكن أن يلغي دور المدارس بل يكون رديفًا لها”، وتمنى أن يكون عامًا ليشمل كامل المنطقة.

“أثر”، منظمة مجتمع مدني “خيرية” تهتم بالتدريب والتطوير وبناء القدرات وتعمل في الداخل السوري وتركيا المرخصة فيها.

مقالات متعلقة

تعليم

المزيد من تعليم