فعاليات للتوعية من خطر الألغام في درعا

  • 2018/04/22
  • 10:59 ص
عناصر من الدفاع المدني يستعدون لتفجير بقايا قنابل عنقودية بأمان - 28 تموز 2017 (رويترز)

عناصر من الدفاع المدني يستعدون لتفجير بقايا قنابل عنقودية بأمان - 28 تموز 2017 (رويترز)

عنب بلدي – درعا

شهدت عدة مناطق سورية خلال الشهر الحالي تنظيم فعاليات لتوعية السكان حول الألغام ومخلفات الحرب، بعد أن حصدت هذه المتفجرات أرواح العديد من المدنيين.

ونظم “الفريق العربي الاستشاري للتوعية من الألغام والمخلفات الحربية”، فعالية لهذا الغرض في بلدة المزيريب بدرعا، بمناسبة اليوم الدولي المخصص لهذه القضية، والمصادف لـ4 من نيسان من كل عام.

والفريق غير محلي، له نشاطات في العراق والأردن، لكن بحكم القرب الجغرافي من درعا، فقد نفذ فيها العديد من النشاطات، خاصة للأطفال في المدارس.

وشهدت محافظة درعا مقتل 203 أشخاص منذ بدء الثورة نتيجة انفجار الألغام، سواء الناتجة عن المخلفات الحربية في مناطق النزاع، أو التي تم زرعها بشكل متعمد من قبل قوات الأسد، بحسب عضو مكتب “توثيق الشهداء” في درعا، محمد الشرع.

كما وثق المكتب 34 حالة قتل نتيجة انفجار مخلفات من القنابل العنقودية، بينهم 22 طفلًا، وتعود هذه النسبة الكبيرة في مقتل الأطفال إلى سوء التصرف عند عثورهم على أي مخلف عنقودي، بحسب الشرع.

وثمّن عضو مكتب التوثيق، المبادرات والدورات التدريبية التي تستهدف الأطفال لتوعيتهم من خطر المخلفات الحربية، وتجنيبهم هذا المصير.

وتزداد خطورة الألغام في درعا نتيجة طبيعة المحافظة الزراعية، إذ قد يستمر تشكيلها للخطر أعوامًا عديدة بسبب الأرض الترابية التي تحجبها مؤقتًا.

محمد الغانم، أحد المشاركين في الفعالية التي نظمها الفريق العربي الاستشاري في المزيريب، وهو مزارع فقد قدمه نتيجة انفجار لغم في جراره الزراعي، اعتبر أن كل فعاليات التوعية للأهالي من خطر الألغام والعبوات ومخلفات القنابل العنقودية، هي فعاليات مهمة جدًا، لا سيما تلك التي تستهدف الأطفال في المدارس.

وتوجه الغانم بالشكر للجهات التي تعمل على تفكيك هذه المخلفات، مثل منظمة الدفاع المدني وغيرها.

وكان الغانم يعمل في مزرعة بمنطقة الخمان حين انفجر لغم في الجرار الذي يقوده، ما أدى إلى بتر قدمه اليسرى وعدة إصابات بقدمه اليمنى.

وأوضح الغانم أنه عمل في نفس الأرض لأكثر من سنتين وحرثها مرارًا، لكن الاختصاصيين أخبروه بعد الحادث أن هبوط التربة ساعد على طمر اللغم لفترة من الزمن، وبسبب حراثة الأرض المستمرة ارتفع اللغم إلى سطح التربة مرة أخرى، ما أدى إلى انفجاره.

وتعاني عدة مناطق سورية من انتشار الألغام فيها، بعد أن استخدمتها الأطراف المتصارعة كوسيلة للفوز بالمعركة، ملغمين بذلك الطرقات والشوارع والبيوت وكل ما وقعت عليه أيديهم قبل انسحابهم من الأماكن التي يسيطرون عليها.

وتأتي الرقة في مقدمة المناطق السورية التي تعاني من هذه المشكلة، بعد تجاهل الجهات الدولية والمحلية لمطالب السكان بتفكيك الألغام ومخلفات المعارك التي خلفها الصراع مع تنظيم “الدولة الإسلامية” في مناطقهم، لتتحول إزالة الألغام إلى تجارة بيد جهات غير رسمية يدفع المدنيون ثمنها من جيوبهم أو أعمارهم.

كما تنتشر الألغام بكثافة في ريف حلب الشمالي، وعفرين، وبعض أرياف إدلب، وريف الحسكة الجنوبي، بالإضافة لدير الزور الخاضعة لسيطرة النظام السوري و”قوات سوريا الديمقراطية”، والتي لا تتوفر أرقام دقيقة عن الألغام فيها تسهل استجابة المنظمات لها، بسبب غياب التنسيق بين الجهات المسيطرة عليها.

مقالات متعلقة

منظمات مجتمع مدني

المزيد من منظمات مجتمع مدني