“Caesar Must Die”.. صراع التاريخ والحرية في سجن مشدد الحراسة
ينقل فيلم “Caesar Must Die” (قيصر يجب أن يموت)، خشبة المسرح إلى شاشة السينما، لكن ليس عن طريق معالجة مسرحية بأسلوب سينمائي كما جرت العادة، وإنما باختيار عدد من أخطر المساجين لتأدية مسرحية “يوليوس قيصر” لوليم شكسبير بشكل سينمائي.
اختار مخرجا الفيلم، باولو وفيتوريو تافياني، عددًا من نزلاء سجن “ريبيبا”، مشدد الحراسة، في إيطاليا، لتقديم مسرحية شكسبير أمام عدسة الكاميرا، منطلقين معهم من البروفات التحضيرية للعمل.
تحكي المسرحية قصة وصول يوليوس قيصر إلى سدة الحكم في روما، بعد تمهيد طويل من قبله كرجل وطني، في حين شعر مجموعة من السياسيين بوجود مطامع لديه للاستفراد بالحكم، ما قد يهدد دولتهم بالانهيار.
وبناءً على هذا الوضع يتم وضع خطة من قبل بعض السياسيين المقربين من قيصر لاغتياله، ومن بينهم صديقه المقرب جدًا “بروتوس”.
ولا يزال التاريخ يردد الحوار الذي دار بين القيصر وبروتوس لحظة تنفيذ عملية الاغتيال، إذ اقترب جميع المتآمرين وطعنوا الحاكم الجديد، وحين رأى قيصر صديقه المقرب بين مغتاليه، قال له “حتى أنت يا بروتوس”.
ويسقط التاريخ الرد المميز لبروتوس إذ أجابه “نعم إنني أحبك، لكنني أحب روما أكثر”.
يعمل المساجين على تأدية هذه المسرحية ليكتشفوا وجود العديد من التقاطعات بين ما عاشوه يومًا ما، وما جرى في زمن بعيد عنهم.
يكشف المساجين عن أحداث تعرضهم للخيانة والغدر، أو استبداد الطمع بأحد المقربين منهم ما دفعهم للتخلي عنه، وغيرها من مواقف الشجاعة والجبن التي قد تحطم الإنسان.
العمل كان فرصة لرؤية التاريخ بمنظور جديد، بالنسبة للمشاهدين والسجناء على حد سواء، إذ عمل العديد منهم خلال فترة السجن، وبعضهم محكوم بالسجن المؤبد، على تأليف كتب تتحدث عن علاقة السجن والسجين بالفن والحرية والتاريخ.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :