بين راقصات الفيحاء وأغنام الخضراء

رياضتنا بالظرف المختوم

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

لم تعد تلك الصور الخالدة لأفراح الجماهير في الملاعب السورية هي الشاهد الرئيسي على عصر “الطفرة” في بعض المحافظات منذ أربعة عقود من الزمن حتى الآن.

فالأرشيف متخم بصور النجوم في صالات السلة السورية والملاعب الخضراء التي قدمت أجيالًا وأجيالًا بالرغم من الهيمنة “العسكرية والحزبية” على مفاصل القرار من باب الاتحاد إلى باب المطار.

لقد قدم المستبدون الجدد على اختلاف أشكالهم وأيديولوجياتهم العسكرية والأمنية “طعنات دامية” في الصدر الرياضي، الذي قدم الشهداء والضحايا والأسرى لانتزاع الهوية الرياضية السورية الحقيقية من أيدي “كل لقيط” في مكتب الشبيبة والرياضة القطري داخل سوريا.

وتتعدد النماذج في “انحطاط المشهد” لجذب المحبين والمتابعين بدءًا من راقصات وراقصي صالة الفيحاء في قلب العاصمة السورية دمشق بالتأكيد الأمني لنظام الأسد، مرورًا بتكالب القوى الانفصالية الإرهابية (داعش وقسد) في الرقة ومهرجاناتهم الدينية والسياسية، وصولًا إلى أغنام حكومة الإنقاذ العسكرية في مدينة إدلب وفنون العمل الإداري الجديد بتعهيد الصالات لمن يرغب، بعد سرقة كل المعدات والتجهيزات الرياضية من أبنائها وملاحقتهم لزجهم في السجون.. وأي سجون؟!

ما اشترك عليه هؤلاء حتى الآن هو ضرب مفاصل المنشآت والعمل على قلب هويتها من ملعب إلى سجن، صالة إلى مركز دعوي، صالة إلى مركز مخابراتي، صالة إلى مرقص، ملعب إلى مرعى، بقوة السلاح وقدرة الغدر والتنكيل والتشبيح وأقذر الممارسات التي يعاني منها كل رياضي وكل عاشق للتشجيع والملاعب.

ولن نستغرب بعد اليوم عندما تمر عدسات المصورين إلى الملاعب لتشاهد نهج التحية المعتاد لأمراء تحرير الشام وثلتهم العفنة في إدلب، ولرمز الاستبداد للقوى الانفصالية في الرقة، عبد الله أوجلان، كما جرت العادة وتجري حتى اليوم على الأرض السورية، وفي كل الملاعب عبر عقود من الزمن بصور الإرهابي الأول حافظ الأسد، وولديه القتيل والمجرم الذي استباح دماء الشعب حتى اليوم.

وبناء عليه.. فإن المزادات الشرعية ستنطلق من مقرات العقاب، كما كانت تنطلق من البرامكة “بعثيًا”، ووفق الكليشة المعتمدة لكل أجيال الاستبداد المتعاقبة لاغتيال الهوية الرياضية السورية “بالظرف المختوم”.

وسلامتكم..

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة