جريدة عنب بلدي – العدد 22 – الأحد – 1-7-2012
ما زالت سياسة الاعتقال العشوائي منهجًا يحتذيه نظام الأسد بحق أبناء سوريا للضغط على الشعب الثائر وإجباره على الخضوع والتراجع عن ثورته. وقد اعتاد أهالي داريا وفي كل يوم على سماع أخبار اعتقال أحد أبنائهم أو أقربائهم من قبل المخابرات الجوية ليقضوا شهورًا طويلة في ظلام المعتقلات في ظروف إنسانية بالغة السوء تُنتهك فيها حرمات الإنسان ويتعرض فيها إلى أشد أنواع التعذيب والإهانة، وتلصق به اتهامات ما أنزل الله بها من سلطان.
ففي يوم الأحد الماضي 24 حزيران اعتقلت المخابرات الجوية الشاب خالد راجح (16عامًا) بطريقة عشوائية من شارع الشهيد طالب السمرة، وفي يوم الأربعاء 27 حزيران داهمت المخابرات الجوية مزرعة الشاب خالد عبدو بكري باشا واعتقلته وصديقه محمد وليد عبد الجواد محمود ثم قامت بالاتصال من هواتفهم النقالة بأصدقائهم وتهديدهم بالاعتقال.
أما على صعيد الإفراجات فقد أفرج يوم الأحد الماضي عن الشابة نور وجيه التل التي اعتقلت من جامعتها بعد أن قضت 25 يومًا متنقلة بين أفرع الأمن وسجن عدرا المركزي. وفي يوم الخميس 28 حزيران أفرج عن كل من الشاب فراس تيسير نايلة (أبو ربيع) بعد أن قضى قرابة العام في سجون النظام، والشاب محمد علي فياض وهبة بعد ثلاثة أشهر من الاعتقال، والشاب أحمد محمد خير شما بعد اعتقال دام شهرين. وفي يوم الجمعة 29 حزيران أفرج عن الشاب أحمد فياض عديلة بعد أن قضى ثلاثة أشهر في المعتقل كما وأفرج عن الطالب محمد جمال شربجي الذي اعتقل بعد أن داهمت المخابرات الجوية المدرسة التجارية في الأول من نيسان من العام الجاري ليبقى اثنان من أصدقائه (محمد شاكر دباس وعبد الوهاب الفوال) معتقلين حتى يومنا هذا.
كما وأفرج أمس السبت عن مجموعة من معتقلي داريا القدامى منهم الشاب وائل عبد العزيز الون بعد أن قضى عامًا في المعتقل، والشاب مصطفى محمد الحو بعد أن قضى قرابة 11 شهراً في المعتقل، كما أفرج أيضًا عن رضوان عمر العبار (أبو خلدون)، وعن أسامة شربجي (أبو عامر)، وعن محمود محمد عودة (أبو ماجد)، ومحمد عيد مصطفى مراد وعن الشاب رياض عصام العبار بعد قرابة عشرة أشهر من الاعتقال.
يذكر أن عددًا من قدامى معتقلي داريا والذين تجاوزت أو قاربت مدد اعتقالهم السنة قد تم تحويلهم إلى سجن صيدنايا العسكري دون محاكمات، وتم عرضهم على القاضي العسكري، حيث وجهت لهم تهم كاذبة. ويحاول بعض عناصر الأمن ورجال النظام استغلال أهاليهم من خلال إعطائهم وعود بتأمين زيارات لرؤية أبنائهم لدقائق معدودة مقابل مبالغ مالية كبيرة.